جانبه، وتحرّاه كذلك. وأصله: تحريوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثمّ حذفت الألف لالتقاء الساكنين. والتحرّي في الأصل: طلب الأحرى والأليق قولًا أو فعلًا، كما مرّ. ﴿رَشَدًا﴾ يقال: رشد كنصر وفرح رشدًا رُشْدا ورشادًا: اهتدى كما في "القاموس"؛ أي: اهتداء عظيمًا إلى طريق الحقّ والصواب. ﴿حَطَبًا﴾؛ أي: وقودًا للنار. والحطب: ما يعد للإيقاد.
﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا﴾ أصله: استقوموا بوزن استفعلوا نقلت حركة الواو إلى القاف فسكنت لكنّها أبدلت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. ﴿لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ الغدق بفتح الدال وكسرها لغتان في الماء الغزير، ومنه: الغيداق للماء الكثير وللرجل الكثير العدوّ والكثير النطق. وفي "المصباح": غدقت العين غدقًا من باب تعب: كثر ماؤها، فهي غدقة، وفي التنزيل: ﴿لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾؛ أي: كثيرًا، وأغدقت إغداقًا كذلك، وغدق المطر غدقًا، وأغدق إغداقًا مثله، وغدقت الأرض تغدق - من باب ضرب - إذا ابتلت بالغدق. ﴿لَأَسْقَيْنَاهُمْ﴾ الإسقاء والسقي بمعنى واحد. وقال الراغب: السقي والسقيا: هو أن تعطيه ماء ليشرب، والإسقاء: أن تجعل ذلك له حتى يتناوله كيف شاء، كما يقال: أسقيته نهرًا، فالإسقاء أبلغ. وغدق من باب علم إذا غزر. ﴿يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ يقال: سلكت الخيط في الإبرة إذا أدخلته فيها، أي: يسلكه في عذاب صعد؛ أي: شاقٍّ. ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ﴾ أصله: قوم بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ جمع لبدة بالكسر نحو: قربة وقرب، وهي ما تلبَّد بعضه على بعض؛ أي: تراكب وتلاصق. ومنها: لبدة الأسد، وهي الشعر المتراكب بين كتفيه.
﴿كَادُوا﴾ أصله: كودوا، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿يَكُونُونَ﴾ أصله يكونون بوزن يفعلون، نقلت حركة الواو إلى الكاف فسكنت الواو إثر ضمّة، فصارت حرف مدّ. ﴿أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا﴾ والفرق بين الزمان والأمد: أن الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمان عامّ في المبدأ والغاية. ﴿إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ أصله: ارتضى بوزن افتعل، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح. وأصل الارتضاء: تناول مرضيّ الشيء: ﴿وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ قال في "القاموس": الرصد محرّكًا: الراصدون؛ أي: الراقبون، يقال للواحد والجماعة كما في "المفردات".