وفيه أيضًا إسناد الزيادة إلى الإنس والجنّ باعتبار السببية.
ومنها: التشبيه في قوله: ﴿وَأَنهُم ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُم﴾.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعتة في قوله: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ﴾؛ أي: طلبنا خبر السماء باستراقه، حيث شبه الطلب باللمس باليد في كون كلّ واحد منهما وسيلة إلى تعرّف حال الشي، فاشتقّ منه ﴿لَمَسْنَا﴾ بمعنى طلبنا على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية. ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ﴾ لما بين اللفظين من الاشتقاق اللطيف.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصليّة في قوله: ﴿فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ﴾؛ لأنّه ظرف حالي استعير للمستقبل.
ومنها: حسن رعاية الأدب مع الخالق في قوله: ﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (١٠)﴾، حيث نسبوا الخير إلى الله تعالى دون الشر سلوكًا مسلك الأدب مع البارىء بأسلوب بديع.
ومنها: القصر الادّعائيّ في قوله: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ﴾، حيث قصروا الصلاح فيم، كأنّهم لم يعتدوا بصلاح غيرهم.
ومنها: حذف الموصوف في التفصيل بـ ﴿مِنْ﴾ في قوله: ﴿وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ﴾؛ أي: قوم دون أولئك الصالحين.
ومنها: الطباق بين ﴿الْإِنْسُ وَالْجِنُّ﴾، وبين ﴿ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾، وبين ﴿الْمُسْلِمُونَ والْقَاسِطُونَ﴾.
ومنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: ﴿كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾، حيث استعار الطرائق للمذاهب المختلفة، فإنه حقيقة في المكان الذي يطرق بالأرجل؛ أي: يضرب ثم استعير في كل مسلك يسلكه الإنسان في فعل محمودًا كان أو مذومًا، كما مرّ.
ومنها: اللف والنشر المرتب في قوله: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ﴾، فهذا لف نشر عليه على ترتيبه قوله: ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ﴾ إلخ، وقوله: ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥)﴾.
ومنها: الاحتباك في قوله: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (٢١)﴾، وهو


الصفحة التالية
Icon