ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ﴾؛ أي: أقل منهما، فإطلاق الأدنى معنى الأقرب على الأقل مجاز مرسل من قبيل إطلاق الملزوم على اللازم، لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت.. قل ما بينهما من الأحياز والحدود، ماذا بعدت.. كثر ذلك، ذكره في "روح البيان".
ومنها: تقدم الاسم الجليل وبناء الخبر الفعلي عليه في قوله: ﴿وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ لإفادة الاختصاص قطعًا.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ﴾، حيث استعار التوبة بمعنى رفع الحرج عن التائب للتخفيف والترخيص، فاشتقّ منه تاب بمعنى: خفف ورخّص على طريقة الاستعارة التبعية.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾؛ أي: صلوا ما تيسّر من صلاة الليل، حيث أطلق الجزء على الكلّ، لأن القراءة أحد أجزاء الصلاة؛ أي: أركانها.
ومنها: تصريح ما علم التزامًا في قوله: ﴿يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾؛ لأنّه معلوم من قوله: ﴿يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ﴾؛ لأن السفر لا يكون إلا لحاجة.
ومنها: التكرار بقوله: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾، تأكيدًا للحث على قيام الليل بما تيسر.
ومنها: الاستعارة التبعية في قوله: ﴿وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ حيث شبه الإنفاق لوجه الله تعالى بالإقراض المعروف من حيث إن ما أنفقه يعود إليه مع زيادة، فاستعار له اسم المشبّه به، فاشتق من الإقراض بمعنى الإنفاق في سبيل الله ﴿أقرضوا﴾ بمعنى أنفقوا في سبيل الله على طريق الاستعارة التصريحية التبعية. وفيه أيضًا جناس الاشتقاق.
ومنها: ذكر العام بعد الخاصّ في قوله: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ﴾، حيث عمم بذكره بعد أن خصص بذكر الصلاة والزكاة والإقراض الحسن.
ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *