وثاب، والحسن، والأعمش ﴿تستكثر﴾ بالنصب على حذف (أن) وبقاء عملها، ويؤيد هذه القراءة قراءة ابن مسعود ﴿ولا تمنن أن تستكثر﴾ بزيادة (أن). وقرأ الحسن أيضًا، وابن أبي عبلة ﴿تَسْتَكْثِرُ﴾ بالجزم على أنه بدل من ﴿تَمْنُنْ﴾ كما في
قوله تعالى: ﴿يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ﴾، وقول الشاعر:
مَتَى تَأْتِنَا تَلْمُمْ بِنَا فِي دِيَارِنَا | تَجِدْ حَطَبًا جَزْلًا وَنَارًا تَأَجَّجَا |
فَاليَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ | إِثْمًا مِنَ الله وَلَا وَاغِلِ |
٧ - ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧)﴾؛ أي: ولوجه ربك فاصبر على طاعته وعبادته. وقيل: فاصبر لحكم ربك، ولا تتألم من أذية المشركين، فإن المأمور بالتبليغ لا يخلو عن أذى الناس، ولكن بالصبر يستحيل المر حلوًا وبالتمرن يحصل الذوق. وقال ابن زيد: حملت أمرًا عضيمًا، فحاربتك العرب والعجم فاصبر عليه لله. وقيل: اصبر تحت موارد القضاء لله، وقيل: اصبر على البلوى، وقيل: على الأوامر والنواهي.
والخلاصة: لا تجزع من أذى من خالفك.
٨ - ولما أتم إرشاد رسوله أردفه بوعيد الأشقياء، فقال: ﴿فَإِذَا نُقِرَ﴾ ونفخ ﴿فِي النَّاقُورِ﴾ والصور نفحة البعث
٩ - ﴿فَذَلِكَ﴾ الوقت؛ أي: وقت نقر الناقور ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ بدل