نكون بوزن نفعل، فلما جزم الفعل المضارع الصحيح الآخر سكّن آخره، فصار نكون فالتقى ساكنان، فحذفت الواو، فصار نكن بوزن نفل، ثم حذفت النون حذفًا غير مطرد، فقيل: ﴿نَكُ﴾. وهذه النون يجوز حذفها إلا إذا اتصل بها ضمير نصب، أو كان بعدها ساكن، نحو: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. قال ابن مالك:
وَمِنْ مُضَارعِ لِكَانَ مُنْجَزِمْ | تُحْذَفُ نُوْنٌ وَهْوُ حَذْفٌ مَا التُزِمْ |
﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١)﴾؛ أي: من أسد، وهي فعولة من القسر، وهو القهر والغلبة؛ لأنّه يغلب السباع ويقهرها. ﴿كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ﴾ قال في "القاموس": المرء مثلثة الميم: لا الإنسان أو الرجل، ولا يجمع من لفظه، ومع ألف الوصل ثلاث لغات: فتح الراء دائمًا وضمها دائمًا وكسرها دائمًا. ﴿صُحُفًا﴾ جمع صحيفة بمعنى الكتاب. ﴿مُنَشَّرَةً﴾؛ أي: منشورة؛ أي: غير مطوية؛ أي: طرية لم تطو بل تأتينا وقت كتابتها، وهذا من زيادة تعنّتهم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع: