آيات الله منكر لعظيم قدرته، وأنه سائر في غلوائه غير مكترث بما يصدر منه، أردفه بذكر حال من يثابر على تعلم آيات الله وحفظها وتلقنها والنظر فيها وعرضها على من ينكرها رجاء قبوله إياها ليظهر بذلك تباين حال الفريقين من يرغب في تحصيل آيات الله، ومن يرغب عنها، وبضدّها تتبين الأشياء.
ثم عاد إلى ذكر السبب في إنكار البعث، وهو حب بني آدم للعاجلة وتركهم للآخرة، ثم ذكر ما يكون في ذلك اليوم من استبشار المؤمنين، وبسور المشركين، وملاقاتهم للشدائد والأهوال، وظنّهم أن ستتراكم عليهم الدواهي التي تكسر فقار ظهورهم.
قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ...﴾ إلى آخر السورة، مناسبتها لما قبلها: أنَّ الله سبحانه لمّا ذكر أحوال يوم القيامة، وما يرى فيها من عظيم الأهوال، ووصف سعادة السعداء وشقاوة الأشقياء. بين أن الدنيا لها نهاية ونفاد، ثم تكون مرارة الموت وآلامه، وأن الكافر قد أضاع الفرصة في الدنيا، فلا هو صدق بأوامر دينه، ولا هو أدّى فرائضه، ثم أقام الدليل على صحة البعث من وجهين:
١ - أنه لا بد من الجزاء على صالح الأعمال وسيّئها، وثواب كل عامل بما يستحق، وإلا تساوى المطيع والعاصي، وذلك لا يليق بالحكيم العادل جلّ وعلا.
٢ - أنّه كما قدر على الخلق الأول وأوجد الإنسان من منى يمنى فأهون عليه أن يعيده خلقًا آخر.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ...﴾ الآيات، سبب نزولها: ما روي أن عدي بن أبي ربيعة سأل رسول الله - ﷺ - عن يوم القيامة متى يكون؟ وما حاله وما أمره؟. فأخبره به فقال: لو عاينت ذلك اليوم.. لم أصدّقك، ولم أومن بك، أو يجمع الله هذه العظام. فنزلت هذه الآيات، ولهذا كان النبيّ - ﷺ - يقول: "اللهم اكفني شر جاري السوء" يعني: عديَّ بن ربيعة والأخنس بن شريق".
قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧)﴾ الآيات، سبب نزولها: ما أخرجه البخاري بسنده قال: حدثنا سعيد بن جبير عن ابن