من قال: لا إله إلا الله كان له عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله وبحمده كتب له مئة ألف حسنة وأربع وعشرون ألف حسنة، ونزلت هذه السورة ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ إلى قوله: ﴿مُلْكًا كَبِيرًا﴾. فقال الحبشي: وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة، قال نعم، فاشتكى حتى فاضت نفسه. قال ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله - ﷺ - يدليه في حفرته بيده".
وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال: حدثني الثقة: أن رجلًا أسود كان يسأل رسول الله - ﷺ - عن التسبيح والتهليل، فقال له عمر بن الخطاب: أكثرت على رسول الله - ﷺ -، فقال: مه يا عمر، وأنزلت على النبي - ﷺ - ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ حتى أتى على ذكر الجنة زفر الأسود زفرةً فخرجت نفسه، فقال النبي - ﷺ -: "مات شوقًا إلى الجنة". وأخرج نحوه ابن وهب عن ابن زيد مرفوعًا مرسلًا.
وأخرج أحمد، والترمذي وحسّنه، وابن ماجه وابن منيع، وأبو الشيخ في العظمة والحاكم، وصحّحه، والضياء عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ حتى ختمها، ثم قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفراش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجل".
والله أعلم
* * *