قَوَارِيرَا} جمع قارورة، وهي ما أقر فيه الشراب ونحوه من كل إناء رقيق صاف. وقيل: هو خاص بالزجاج. ولما كان رأس آية، وكان التعبير بالقوارير مما أفهم أنها من الزجاج، وكان في الزجاج من النقص سرعة الانكسار لإفراط الصلابة قال تعالى معيدًا للفظ أول الآية الثانية للاتصاف بالصالح من أوصاف الزجاج، وبيانًا لنوعها: ﴿قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ﴾؛ أي: فجمعت صفتي الجوهرين المتباينين صفاء الزجاج وشفوفه وبريقه وبياض الفضة وشرفها ولينها اهـ خطيب.
﴿وَيُسْقَوْنَ﴾ أصلها: يسقيون، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. ﴿زَنْجَبِيلًا﴾ والزنجبيل عرق يسري في الأرض، ونباته كالقصب كما مر. ﴿تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا﴾ أصل ﴿تُسَمَّى﴾ تسمي بوزن تفعل قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح. والسلسبيل: ما سهل انحداره في الحلق للذة طعمه وطيب رائحته وصفاء لونه. قال في "الكواشي": هو لفظ مفرد بوزن فعلليل كدردبيس، وقيل: وزنه فعفليل؛ لأن الفاء مكررة، وهو اسم أعجمي نكرة، فلذلك صرف. ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ﴾ أصله: يطوف بوزن يفعل، نقلت حركة الواو إلى الطاء فسكنت إثر ضمّة فصارت حرف مدّ. ﴿وِلْدَانٌ﴾ جمع وليد، وهو من قرب عهده بالولادة كما مرّ. ﴿لُؤْلُؤًا﴾ يجمع على اللآلىء يقال: تلألأ الشيء إذا لمع لمعان اللؤلؤ. ﴿وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ والملك بالضمّ: هو التصرف في المأمورين بالأمر والنهي، ومنه: الملك. وأمّا الملك بالكسر فهو التصرف في الأعيان المملوكة بحسب المشيئة، ومنه: المالك.
﴿عَالِيَهُمْ﴾ قرىء بفتح الياء على أنه ظرف بمعنى فوقهم، والياء فيه منقلبة عن واو لتطرّفها إثر كسرة. وقرىء ﴿عاليهم﴾ بإسكان الياء، ويقال فيه أيضًا قلبت الواو ياء؛ لأنّه من العلو، قلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة ثم سكنت وصارت حرف مدّ. ﴿ثِيَابُ﴾ الياء فيه مبدلة من واو لوقوعها إثر كسرة ﴿سُنْدُسٍ﴾ وهو ما رق من الحرير، فهو البطائن جمع بطانة. ﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ وهو ما غلظ من الحرير، وهو الظهائر جمع ظهارة. ﴿وَحُلُّوا﴾ أصله: وحليوا بوزن فعلوا، استثقلت الضمّة على الياء فحذفت فلمّا سكنت حذفت لالتقاء الساكنين، وضمّت اللام لمناسبة الواو. ﴿وَسَقَاهُمْ﴾ فيه إعلال بالقلب، أصله: سقيهم بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿كَانَ لَكُمْ جَزَاءً﴾ الهمزة فيه مبدلة من ياء، أصله: جزاي أبدلت الياء همزة لتطرفها إثر ألف زائدة. ﴿وَلَا تُطِعْ﴾ أصله: تطوع بوزن تفعل، نقلت حركة الواو إلى