رزقه عنكم.. فمن يرزقكم من دونه، وجملة الشرط مستأنفة لا محل لها من الإعراب، ﴿بَل﴾ حرف عطف وإضراب على مقدر يستدعيه المقام تقديره: إنهم لم يتأثروا بذلك، ولم يذعنوا للحق بل لجّوا. ﴿لَجُّوا﴾ فعل ماض وفاعل، ﴿فِي عُتُوٍّ﴾ متعلق به، ﴿وَنُفُورٍ﴾ معطوف على ﴿عُتُوٍّ﴾، والجملة الفعلية معطوفة على تلك المحذوفة.
﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢)﴾.
﴿أَفَمَنْ﴾ الهمزة للاستفهام التوبيخي المتضمن للإنكار، مقدمة على محلها للزومها الصدارة، وإلا فمحلها بعد الفاء، حتى لو كان بدل الهمزة هل لقيل: فهل من يمشي إلخ. والفاء فاء الفصيحة؛ لأنّها أفصحت عن شرط مقدر تقديره: إذا عرفت سوء حال المشركين وحسن حال المؤمنين، وأردت ضرب المثل لحال الفريقين.. فأقول لك: من يمشي. ﴿مَنْ﴾ اسم موصول في محل رفع مبتدأ، وجملة ﴿يَمْشِي﴾ صلة ﴿من﴾ الموصولة، ﴿مُكِبًّا﴾ حال من فاعل يمشي، ﴿عَلَى وَجْهِهِ﴾ متعلق بـ ﴿مُكِبًّا﴾، ﴿أَهْدَى﴾ خبر، ﴿أَمَّنْ﴾ ﴿أم﴾ حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام، ﴿مَنْ﴾ معطوف على ﴿مَنْ﴾ الأول، وجملة ﴿يَمْشِي﴾ صلتها، ﴿سَوِيًّا﴾ حال من فاعل ﴿يَمْشِي﴾، ﴿عَلَى صِرَاطٍ﴾ متعلق بـ ﴿يَمْشِي﴾، والجملة من المبتدأ والخبر في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة، ﴿مُسْتَقِيمٍ﴾ صفة ﴿صِرَاطٍ﴾.
﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)﴾.
﴿قُل﴾: فعل أمر، وفاعل مستتر يعود على محمد، والجملة مستأنفة. ﴿هُوَ الَّذِي﴾ مبتدأ وخبر، والجملة في محل نصب مقول ﴿قُلْ﴾. ﴿أَنْشَأَكُمْ﴾ فعل ماض وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة صلة الموصول. ﴿وَجَعَلَ﴾ فعل ماض، وفاعل مستتر، معطوف على ﴿أَنْشَأَكُمْ﴾. ﴿لَكُمُ﴾ متعلق بـ ﴿جعل﴾ إن كان بمعنى الخلق، أو في محل المفعول الثاني إن كان بمعنى التصيير، ﴿السَّمْعَ﴾ مفعول به، ﴿وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ﴾ معطوفان على ﴿السَّمْعَ﴾. ﴿قَلِيلًا﴾ صفة لمصدر محذوف؛ أي: شكرًا قليلًا، أو لزمان محذوف؛ أي: زمانًا قليلًا. ﴿مَا﴾ زائدة لتأكيد القلّة. ﴿تَشْكُرُونَ﴾