وعقوبته بحال المختبر مع من جرَّبه واختبره، لينظر مدى طاعته أو عصيانه فيكرمه أو يهينه.
ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾؛ لأنّ مقتضى السياق أن يقال: في خلقه للإشعار بأنّه تعالى خلقها بقدرته القاهرة رحمةً وتفضلًا.
ومنها: زيادة ﴿مِنْ﴾ في قوله: ﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ لتأكيد النفي. والمعنى: ما ترى فيه شيئًا من اختلاف واضطراب في الخلقة.
ومنها: الإطناب بتكرار الجملة مرتين زيادةً في التذكير والتنبيه في قوله: ﴿فَارْجِعِ الْبَصَر﴾، ﴿ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ﴾، وكذلك قوله: ﴿مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾، ﴿فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.
ومنها: تصدير الجملة بالقسم في قوله: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا﴾ لإبراز كمال الاعتناء بمضمونها.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: ﴿بِمَصَابِيحَ﴾، حيث شبه الكواكب والنجوم بمصابيح، وحذف المشبه وأبقى المشبه به على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأنَّ الناس يزينون مساجدهم ودورهم بإثقاب المصابيح، ولكنها مصابيح لا توازيها مصابيحكم إضاءةً.
ومنها: تنكير ﴿مصابيح﴾ للتعظيم والتفخيم؛ أي: بكواكب مضيئة بالليل.
ومنها: إيراد الإلقاء في قوله: ﴿إِذَا أُلْقُوا فِيْهَا﴾ دون الإدخال إشعارًا بتحقيرهم وكون جهنم سفلية.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: ﴿شَهِيقًا﴾، حيث شبه صوت جهنم بصوت الحمار؛ لأنّ الشهيق حقيقةٌ في صوت الحمار.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿وَهِيَ تَفُورُ﴾، حيث شبه هيجان جهنم بغليان القدر وفورانها.
ومها: الاستعارة المكنية التبعية في قوله: ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾، حيث شبه جهنم في شدّة غليانها ولهبها بإنسان شديد الغيظ والحنق على عدوه يكاد يتقطع من


الصفحة التالية
Icon