سورة ن
القلم، وتسمّى سورة ن: مكيّة (١) في قول الحسن، وعكرمة، وعطاء، وجابر. ورُوي عن ابن عباس وقتادة: أنّ من أولها إلى قوله: ﴿سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)﴾ مكيّ، وبعدر ذلك إلى قوله: ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ مدنيّ، وباقيها مكيّ أيضًا، كذا قال الماورديّ.
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت إذا نزلت فاتحة سورةٍ بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما يشاء، وكان أول ما نزل من القرآن ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾، ثم ﴿ن﴾ ثمّ ﴿الْمُزَّمِّلُ﴾ ثم ﴿الْمُدَّثِّرُ﴾. وأخرج النحَّاس وابن مردويه، والبيهقي عنه قال: نزلت سورة ﴿ن﴾ بمكة، وأخرج ابن مردويه عن عائشة مثله.
وآيها: اثنتان وخمسون آيةً، وكلماتها: ثلاث مئة كلمة، وحروفها: ألف ومئتان وستة وخمسون حرفًا.
مناسبتها لما قبلها من وجوه (٢):
١ - أنه ذكر في آخر الملك تهديد المشركين بتغوير مائهم في الأرض، وذكر هنا ما هو كالدليل عني ذلك. وهو ثمر البستان الذي طافي عليه طائف، فأهلكه وأهلك أهله وهم نائمون.
٢ - أنه ذكر فيما قبل أحوال السعداء والأشقياء، وذكر قدرته الباهرة وعلمه الواسع، وأنه لو شاء.. لخسف بهم الأرض أو أرسل عليهم حاصبًا وكان ما أخبر به هو ما أوحى به إلى رسوله وكان المشركون ينسبونه في ذلك مرةً إلى الشعر وأخرى إلى السحر وثالثة إلى الجنون، فبّرأهُ الله في هذه السورة مما نسبوه إليه، وأعظم أجره على صبره على أذاهم، وأثنى على خلقه.
وعبارة أبي حيّان (٣): مناسبّتها لما قبلها: أنه سبحانه ذكر فيما قبلها أشياء من
(٢) المراغي.
(٣) البحر المحيط.