والألف فيه منقلبة عن واو، وإنما رسمت ياء؛ لأن الاسم الثلاثي المضموم الأول يجوز فيه وجان: رسمه بالألف الطويلة المنقلبة عن الواو، ورسمه بالياء.
﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠)﴾؛ أي: مهدها وبسطها وجعلها قابلة للسكنى.
قال زيد بن عمرو بن نفيل:

وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَتْ لَهُ الَأَرْضُ تَحْمِلُ صَخْرًا ثِقَالَا
دَحَاهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ شَدَّهَا بِأَيْدٍ وَأرْسَى عَلَيْهِ الْجِبَالَا
وقوله: ﴿دَحَاهَا﴾ الألف فيه منقلبة عن واو، وكتبت ياء على غير قياس، أو أصلها: ياء.
﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١)﴾؛ أي: نباتها، أصله: مرعيها بوزن مفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (٣٢)﴾ أصله: من الرسول فقلبت الواو ياء لوقوعها رابعة، ثم قلبت ألفًا لتحركها بعد فتح ﴿مَتَاعًا﴾؛ أي: متعة ومنفعة لكم ولأنعامكم.
﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (٣٤)﴾، أي: الداهية العظمى التي تطم على الدواهي؛ أي: تغلب وتعلوه، وهي النفخة الثانية التي يكون معها البعث، قاله ابن عباس كما مر. وهي اسم فاعل من طم ككافة، وأصله: طاممة أدغمت الميم الأولى في الثانية.
﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧)﴾ أصله: طغي بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.
﴿هِيَ الْمَأْوَى﴾: اسم مكان على وزن مفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركا بعد فتح.
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ﴾؛ أي: جلاله وعظمته، أصل خاف: خوف بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، وأصل ﴿مَقَامَ﴾: مقوم، نقلت حركة الواو إلى القاف فسكن، ثم قلبت ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها الآن.
﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾؛ أي زجرها وكفها عن هواها المردي لها بميلها إلى الشهوات، أصله: نهي بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وقوله: ﴿عَنِ الْهَوَى﴾ أصله: الهوي، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، والهوى: ميل النفس إلى


الصفحة التالية
Icon