بعضهم لمناسبته بالعنب، وقال بعضهم: هو مثل النعناع والطرخون والكراث وغيرها، التي يقطع ساقها من أصلها، يعني: للأكل، وقال بعضهم: هو القت الرطب، أفرده بالذكر تنبيهًا على اختلاف النباتات، وأن منها ما إذا قطع عاد، ومنها ما لا يعود، والقلت: حب الغاسول، وهو الأشنان. وقيل: هو حب يابس أسود يدفن فيلين قشره ويطحن ويخبز بفتاته أعراب طيء، وقال بعضهم: هو ما يؤكل رطبًا كالبطيخ والخيار والباذنجان والدباء. وقال الخليل: القضب: الفصفصة الرطبة، فإذا يبست فهي القت. قال في "الصحاح": والقضبة والقضب: الرطبة. قال: والموضع الذي ينبت فيه: مقضبة.
٤ - ٢٩ ﴿وَزَيْتُونًا﴾: وهو ما يعصر منه الزيت، والمراد: شجرته، وتعمر ثلاثة آلاف سنة، خصه بالذكر لكثرة فوائده خصوصًا لأهالي بلاد العرب، فإنهم ينتفعون به أكلًا وادهانًا، واستضاءة وتطهرًا، فإنه يجعل في الصابون، وكان - ﷺ - يتطيب به في بعض الأوقات.
٥ - ﴿وَنَخْلًا﴾: هو شجر التمر جمع نخلة، والرطب والتمر من أنفع الغذاء، وفي العجوة منه خاصية دفع السم والسحر، كما في الحديث، وشجرته قيل: من فضلة طينة آدم عليه السلام، كما سبق مفصلًا.
٦ - ٣٠ ﴿وَحَدَائِقَ﴾ جمع حديقة، وهي البستان من النخل والشجر، أو الروضة ذات الأشجار، أو كل ما أحاط به البناء، أو القطعة من النخل كما في "القاموس"، وهي هنا: من قبيل التعميم بعد التخصيص، وقوله: ﴿غُلْبًا﴾ صفة لـ ﴿حَدَائِقَ﴾؛ أي: عظام الأشجار غلاظها. وقال مجاهد ومقاتل: الغلب الملتف بعضها إلى بعض، وهو جمع أغلب كحمر جمع أحمر أو حمراء، مستعار من وصف الرقاب، يقال رجل أغلب، وأسد أغلب؛ أي: غليظ العنق.
والمعنى (١): أي وبساتين ذات أشجار ضخمة مثمرة ذات حوائط تحيط بها، وعظم الحدائق؛ إما بالتفاف أشجارها وكثرتها، وإما بعظم كل شجرة وغلظها وكبرها، وفي ذكرها بهذا الوصف إيماء إلى أن النعمة في الأشجار بجملتها،

(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon