وليست في ثمرها خاصة، فمن خشبها يتخذ أرقى أنواع الأثاث، وأدوات العمل وآلاته لمختلف الحرف والصناعات، وكذا الوقود لتدبير الطعام، والخبر على ضروب شتى، وتستعمل في صهر الحديد وأنواع المعادن المختلفة، وفي "كشف الأسرار": الغلب من الشجر التي لا تثمر، كالشمار والأرز والعرعر والدرداء.
٧ - ٣١ ﴿وَفَاكِهَةً﴾ كثيرة غير ما ذكر، يتمتع بلذتها الإنسان خاصة، كالتين والتفاح والخوخ والبرتقال والمشمس والموز وغيرها، فهو معطوف على ﴿عِنَبًا﴾ عطف عام على خاص، ويصح عطفه على ﴿حَدَائِقَ﴾ كما هو المتبادر، فيكون عطف خاص على عام كما لا يخفى.
قال أبو حنيفة (١): إن نحو العنب والرطب؛ لكونه مما يؤكل غذاء يحقق القصور في معنى التفكه به؛ أي: التنعم به بعد الطعام وقبله، فلا يتناوله اسم الفاكهة على الإطلاق حتى لو حلف لا يأكل فاكهة لا يحنث بأكله؛ لكونه غذاء من وجه، وإن كان فاكهة من وجه آخر، وعطف الفاكهة عليه لا ينافي كونه فاكهة من وجه؛ لأن المراد بالفاكهة المعطوفة ما هو فاكهة من كل وجه، ولا يخفى أن الفاكهة من كل وجه مغايرة لما هو فاكهة من وجه دون وجه، فيصح عطفها عليه، أو عطقه عليها كما في مواضع من القرآن.
٨ - ﴿وَأَبًّا﴾؛ أي: مرعى للحيوان خاصة، فالفاكهة ما يأكله الإنسان من ثمار الأشجار، كالعنب والتين مثلًا، والأبُّ: كل ما أنبت الأرض، مما لا يأكله الناس، ولا يزرعون من الكلأ وسائر أنواع المرعى، من أبَّه إذا أمَّه؛ أي: قصده؛ لأنه يؤم ويقصد جزه للدواب، كما سيأتي، وقيل الأبُّ: الفاكهة اليابسة تؤبُّ للشتاء؛ أي: تعد وتهيأ، وهو الملائم لما قبله، وفي الحديث: "خلقتم من سبع، ورزقتم من سبع، فاسجدوا لله على سبع" أراد بقوله: خلقتم من سبع؛ أي: من نطفة، ثم من علقة... إلخ، وهي التارات السبع، وبقوله: زرقتم من سبع، قوله: ﴿حَبًّا﴾ و ﴿عنبًا﴾ إلى ﴿أبًا﴾، ولعل الحدائق خارجة عن الحساب؛ لأنها منابت تلك المزروعات، وبقوله: فاسجدوا لله على سبع: الأعضاء السبعة الوجه، واليدان، والركبتان، والرجلان.