ومنها: جناس الاشتقاق بين ﴿يَذَّكَّرُ﴾، وبين ﴿ذِكْرَى﴾.
ومنها: الاحتباك في قوله: ﴿أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)﴾ و ﴿وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠)﴾ فإنه ذكر الغنى أولًا للدلالة على الفقر ثانيًا، وذكر المجيء والخشية ثانيًا؛ للدلالة على ضدهما أولًا.
ومنها: الطباق بين ﴿تَصَدَّى﴾ وبين ﴿تَلَهَّى﴾؛ لأن المراد بهما تتعرض له وتشغل عنه.
ومنها: تقديم الجار والمجرور على متعلقه في قوله: ﴿فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)﴾، وقوله: ﴿فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠)﴾ رعاية للفاصلة.
ومنها: تقديم ضميره - ﷺ -، وهو: ﴿أَنْتَ﴾ على الفعلين في الموضعين تنبيهًا على أن مناط الإنكار خصوصيته - ﷺ -؛ أي: مثلك خصوصًا لا ينبغي له أن يتصدى للمستغني، ويتلهى عن الفقير الطالب للخير، كما في "روح البيان".
ومنها: الكناية الرائقة في قوله: ﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠)﴾ كنى بالسبيل عن خروجه من فرج أمه.
ومنها: تعريف ﴿السَّبِيلَ﴾ باللام دون الإضافة بأن يقول: ثم سبيله يسر بإضافته إلى ضمير الإنسان؛ للإشعار بالعموم؛ أي: بعمومه سبيل الخير أو الشر، كقوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)﴾.
ومنها: الإجمال في قوله: ﴿مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨)﴾ ثم التفصيل بقوله: ﴿مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩)﴾ إلخ؛ لأن ذكر الشيء مجملًا، ثم ذكره مفصلًا، أوقع في النفس وأرسخ فيها.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥)﴾ وقوله: ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦)﴾.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦)﴾، ففيه إسناد مجازي، فقد أسند تعالى الشق إلى نفسه من باب إسناد الفعل إلى السبب، وقيل: الإسناد حقيقي، وإن القول بمجازيته هو من أقوال المعتزلة، ولكن البيضاوي نفسه يتبع الزمخشري في مجازية الإسناد، فيقول: أسند تعالى الشق إلى نفسه إسناد الفعل


الصفحة التالية
Icon