إلى سببه، والحق مع الزمخشري في هذا، فإن مجازيته لا تعني أن أفعال العباد مخلوقة لهم؛ لأن الفعل إنما يسند حقيقة لمن قام به، لا لمن أوجده، فالاعتراض عليه تعسف.
ومنها: التعميم بعد التخصيص في قوله: ﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠)﴾؛ لأنه عام لجميع ما قبله.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿غُلْبًا﴾؛ لأن الغلب صفة للأشجار لا للحدائق، فأطلق ما للحال على المحل، علاقته المحلية.
ومنها: الالتفات من الغيبة في قوله: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ﴾ إلى الخطاب في قوله: ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢)﴾.
ومنها: تأخير الأحب للمبالغة في قوله: ﴿وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦)﴾؛ لأن الأبوين أقرب من الأخ، وتعلق القلب بالصحابة والأولاد أشد من تعلقه بالأبوين.
ومنها: المقابلة اللطيفة بين السعداء والأشقياء في قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨)﴾ إلخ قابلها بقوله: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠)...﴾ إلخ.
فائدة: اقتبس بعض الأدباء من قوله تعالى: ﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (١٧)﴾ هذين البيتين:
يَتَمَنَّى الْمَرْءُ فِىْ الْصَّيْفِ الشِّتَاءْ | فَإِذَا جَاءَ الشَّتَاءُ أَنْكَرَهْ |
فَهْوَ لَا يَرضَى بِحَالٍ وَاحِدٍ | قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكّفَرَهْ |
* * *