وجهت له.. توجهت، ولو شاء أن يمحوها.. محيت، فله الأمر وله الحكم، وهو على كل شيء قدير.
والخلاصة: وما تشاؤون الاستقامة يا من شاؤوها في وقت من الأوقات إلا وقت مشيئة الله تعالى إياها منكم.
ومثل هذه الآية قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾، وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾، وقوله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾، والآياتُ القرآنية في هذا المعنى كثيرة.
الإعراب
﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (٤) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (١٤)﴾.
﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان مضمن معنى الشرط في محل النصب على الظرفية متعلق بالجواب، وجوابها في الاثني عشر موضعًا التي وقعت فيها.. قوله الآتي: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (١٤)﴾. ﴿الشَّمْسُ﴾: نائب فاعل مرفوع على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا يفسره المذكور بعده تقديره: إذا كورت الشمس كورت، وإلى هذا جنح الزمخشري، ومنع الرفع على الابتداء؛ لأن ﴿إِذَا﴾ تقتضي الفعل لما فيها من معنى الشرط، وجوز ما منعه الزمخشري الكوفيون، والأخفش من البصريين، والجملة المحذوفة في محل الخفض بإضافة ﴿إِذَا﴾ إليها على كونها فعل شرط لها، وجوابها جملة ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ﴾ الآتي، ﴿كُوِّرَتْ﴾: فعل ماضٍ مغير الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على ﴿الشَّمْسُ﴾، والجملة جملة مفسرة للمحذوفة لا محل لها من الإعراب. ﴿وَإِذَا﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة ﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان ﴿النُّجُومُ﴾: مرفوع على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا تقديره: وإذا انكدرت النجوم، والجملة المحذوفة في محل الخفض بإضافة ﴿إذا﴾ إليها على كونها فعل شرط لها، وجوابها ﴿عَلِمَتْ﴾ الآتي، وجملة ﴿إذا﴾ معطوفة على جملة ﴿إذا﴾


الصفحة التالية
Icon