وقال رؤبة:
يَا هِنْدُ مَا أسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا | مِنْ بَعْدِ مَا كَانَ فَتَى سَرَعْرَعَا |
﴿مَكِينٍ﴾؛ أي: ذي مكانة وجاه عند ربه، يعطيه ما سأله، يقال: مكن فلان لدى فلان إذا كانت له عنده حظوة ومنزلة.
﴿مُطَاعٍ﴾: اسم مفعول من أطاع الرباعي، أصله: مطوع بوزن مفعل، نقلت حركة الواو إلى الطاء فسكنت، لكنها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها في الحال.
﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)﴾ الظنين: المتهم، فعيل بمعنى مفعول يقال: ظننت الرجل اتهمته، والضنين: البخيل، قال الشاعر:
أَجُوْدُ بِمَكْنُوْنِ الْحَدِيْثِ وَإِنَّنِيْ | بِسِرِّكَ عَنْ مَا سْأَلْتَنِي لَضَنِيْنُ |
﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦)﴾؛ أي: أي مسلك تسلكون، وقد قامت عليكم الحجة؟
﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨)﴾؛ أي: يثبت على الطريق الواضح، وأصل ﴿شَاءَ﴾: شيء بوزن فعل بكسر العين، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح، وأصل ﴿يَسْتَقِيمَ﴾: يستقوم، نقلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياءً حرف مد.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الإسناد المجازي في قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)﴾؛ لأن تكويرها