هي حركة الإعراب، وعند الكوفيين: يجوز أن تكون حركة بناء وهو على التقديرين في موضع رفع خبر لمحذوف تقديره: الجزاء يوم لا تملك، أو في موضع نصب على الظرف؛ أي: يدانون يوم لا تملك، أو على أنه مفعول به، أي: اذكر يوم لا تملك، ويجوز على رأي من يجيز بناءه أن يكون في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو يوم لا تملك نفس لنفس شيئًا.
وحكي أن سليمان بن عبد الملك مر بالمدينة المنوّرة وهو يريد مكة، فقال لأبي حازم: كيف القدوم عليه غدًا؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم من سفره على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.
الإعراب
﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥)﴾.
﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه. ﴿السَّمَاءُ﴾: فاعل لفعل محذوف يدل عليه المذكور تقديره: إذا انفطرت السماء انفطرت، والجملة المحذوفة في محل الخفض بإضافة ﴿إذا﴾ إليها على كونها فعل شرط له، والظرف متعلق بالجواب الآتي، وهو ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ﴾، وجملة ﴿إذا﴾ الشرطية مستأنفة استئنافًا نحويًا، وجملة ﴿انْفَطَرَتْ﴾ جملة مفسرة لا محل لها من الإعراب، ومثلها قوله: ﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢)﴾ تقديره: وإذا انتثرت، والجملة معطوفة على جملة ﴿إذا﴾ الأولى، ومثلها أيضًا قوله: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤)﴾، ولكن ﴿البحار﴾ و ﴿الْقُبُورُ﴾ نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور تقديره: وإذا فجرت البحار فجرت، وإذا بعثرت القبور بعثرت. ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ﴾: فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب شرط غير جازم ﴿مَا﴾: اسم موصول في محل النصب مفعول به لـ ﴿عَلِمَتْ﴾؛ لأن العلم هنا عرفانية، وجملة ﴿قَدَّمَتْ﴾ صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: ما قدمته، وجملة ﴿وَأَخَّرَتْ﴾ معطوفة على جملة ﴿قَدَّمَتْ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)﴾.