أي: وكبك في صورة هي من أعجب الصور وأحكمها، وكلمة ﴿ما﴾ جاءت زائدة لتفخيم المعنى وتعظيمه، وهي من طريقة متبعة في كلاههم عند إرادة التهويل، والسلوك سبيل التعظيم.
﴿كَلَّا﴾ كلمة تفيد نفي شيء قد تقدم وتحقيق غيره.
﴿بَلْ تُكَذِّبُونَ﴾ قال الراغب: ﴿بَلْ﴾ هنا لتصحيح الثاني، وإبطال الأول، كأنه قيل: ليس هنا ما يقتضي أن يغوهم به تعالى شيء، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه. ﴿بِالدِّينِ﴾؛ أي: الجزاء.
﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠)﴾؛ أي: على أعمالكم بحيث لا يخفى عليهم منها جليل ولا حقير.
﴿كِرَامًا﴾ على الله ﴿كَاتِبِينَ﴾ لهذه الأعمال في الصحف كما تكتب الشهود منكم العهود؛ ليقع الجزاء على غاية التحرير.
تنبيه: هذا الخطاب وإن كان خطاب مشافهة إلا أن الأمة أجمعت على عموم هذا الخطاب في حق المكلفين.
﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ﴾ جمع: بر بفتح الباء، وهو من يفعل البر بكسرها، ويتقي الله في كل أفعاله.
﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ﴾ جمع: فاجر، وهو التارك لما شرعه الله تعالى وحدَّه لعباده.
﴿يصلونها﴾؛ أي: يقاسون حرها، أصله: يصليونها، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين.
﴿يَوْمَ الدِّينِ﴾؛ أي: يوم الجزاء، وهو يوم القيامة.
﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦)﴾ أصله: غايبين، جمع: غائب من غاب يغيب، أبدلت الياء في الوصف همزة حملًا له على الفعل في الإعلال لما قلبت ياؤه - غ ي ب - ألفًا لتحركها بعد فتح. ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾؛ أي: ما أعلمك وعرفك، أصله: أدريك بوزن أفعل، قلبت ألياء ألفًا لتحركها بعد فتح.


الصفحة التالية
Icon