قبيل، وفتحًا بعد فتح كما كان ووجد بعد ذلك، وقال الزمخشري: وقرىء ﴿لتركبن﴾ على خطاب الإنسان في: ﴿أيها الإنسان﴾؛ أي: لتركبن أيها الإنسان حالًا بعد حال من كونك نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم حيًا وميتًا وغنيًا وفقيرًا، وقال ابن مسعود: المعنى: لتركبن السماء في أهوال القيامة حالًا بعد حال تكون كالمهل، وكالدهان، وتنفطر، وتنشق، فالتاء للتأنيث، وهو إخبار عن السماء بما يحدث لها، والضمير والفاعل عائد على السماء، وقرأ عمر وابن عباس أيضًا: بالياء من أسفل، وفتح الباء على ذكر الغائب، قال ابن عباس: ليركبن نبيكم - ﷺ - حالًا بعد حال، وقيل: الضمير الغائب يعود على القمر؛ لأنه يتغير أحوالًا من إسرار واستهلال وإبدار، وقال الزمخشري: ليركبن الإنسان، وقرأ عمر وابن عباس أيضًا وأبو جعفر والحسن وابن جبير وقتادة والأعمش وباقي السبعة بتاء الخطاب وضم الباء؛ أي: لتركبن أيها الإنسان، وقال الزمخشري: و ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ بالضم على خطاب الجنس؛ لأن النداء للجنس.
والمعنى: لتركبن أيها الناس الشدائد: الموت والبعث والحساب حالًا بعد حال، أو يكون الأحوال من النطفة إلى الهرم، كما تقول: طبقة بعد طبق، وقال نحوه عكرمة، واختار أبو عبيدة وأبو حاتم هذه القراءة، قال: لأن المعنى بالناس أشبه منه بالنبي - ﷺ -، وقال مكحول وأبو عبيدة: لتركبن سنن من قبلكم، وقال ابن زيد: المعنى: لتركبن الآخرة الأولى، وقرأ عمر أيضًا: ﴿ليركبن﴾ بياء الغيبة وضم الباء، قيل: أراد به الكفار، أي: يركبون حالًا بعد أخرى من المذلة والهوان في الدنيا والآخرة، وقرأ ابن مسعود وابن عباس: ﴿لتركبن﴾ بكسر التاء، وهي لغة تميم، قيل: والخطاب للرسول الله - ﷺ -، وقرىء بالتاء وكسر الباء الموحدة على خطاب النفس. ومحل ﴿عَنْ طَبَقٍ﴾ النصب على أنه صفة لـ ﴿طَبَقًا﴾؛ أي: طبقًا مجاوزًا لطبق، أو على الحال من ضمير ﴿لتركبن﴾؛ أي: مجاوزين، أو مجاوزًا. وطبق الشيء: مطابقه؛ لأن كل حال مطابقة للأخرى في الشدة، وعن مكحول: كل عشرين عامًا تجدون أمرًا لم تكونوا عليه.
والمعنى (١): أي أقسم بهذه الأشياء التي إذا تدبر الإنسان أمرها.. استدل