كِذّاب، وعلى تفعلة، مثل؛ توصية، وعلى مُفَعَّل، مثل: ﴿وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾.
والمعنى (١): أي وكذبوا بجميع البراهين الدالة على التوحيد والنبوة والمعاد، وبجميع ما جاء في القرآن.
والخلاصة: أنهم أقدموا على جميع المنكرات، ولم يرعووا عن فعل السيئات، وأنكروا بقلوبهم الحق، واتبعوا الباطل.
وقرأ الجمهور (٢): ﴿كِذَابًا﴾ بتشديد الذال مصمدر كذب المضعف، وهي لغة لبعض العرب يمانية يقولون، في مصدر فَعَّل: فِعَّالًا، وغيرهم يجعل مصدره على تفعيل، نحو: تكذيب، ومن تلك اللغة فول الشاعر:
لَقَدْ طَالَ ما ثَبَّطْتَنِيْ عَنْ صَحَابَتِيْ | وَعَنْ حَاجَةٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا |
فَصَدَّقْتُهَا وَكَذَّبْتُهَا | وَالْمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهْ |
٢٩ - وبعد أن بين فساد أحوالهم العملية والاعتقادية.. أرشد إلى أنها في مقدارها وكيفيتها معلومة له تعالى، لا يغيب عنه شيء منها، فقال: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ﴾؛ أي: وأحصينا كل شيء من الأشياء التي من جملتها أعمالهم، فانتصابه على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا يفسره قوله: ﴿أَحْصَيْنَاهُ﴾ أي: حفظناه وضبطناه. قرأ الجمهور (٣): ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ﴾،
(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٣) البحر المحيط.