وقرأ أبو الدينار الأعرابي: ﴿والفجرٍ﴾ و ﴿الوترٍ﴾ و ﴿يسرٍ﴾ بالتنوين في الثلاثة، قال ابن خالويه: هذا كما روي عن بعض العرب أنه وقف على آخر القوافي بالتنوين، وإن كان فعلًا أو كان فيه ألف ولام، قال الشاعر:
أقِلِّيْ اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالْعِتَابَن | وَقُوْلِيْ إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَن |
وهذا ذكره النحويون في القوافي المطلقة إذا لم يترنم الشاعر، وهو أحد الوجهين اللذين للعرب إذا وقفوا على الكلم في الكلام لا في الشعر، وهذا الأعرابي أجرى الفواصل مجرى القوافي،
٢ - وقوله: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)﴾ قسم ثانٍ معطوف على الأول؛ أي: أقسم بليال عشر من أول شهر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين، وتنكيرها (١) للتعظيم لأنها مخصوصة بفضائل ليست لغيرها، ولذا أقسم الله بها، وذلك كالاشتغال بأعمال الحج، وقال الضحاك: إنها العشر الأواخر من رمضان، ويكفيها شرفًا كون ليلة القدر فيها التي هي خير من ألف شهر، وقيل: العشر الأول من المحرم إلى عاشرها يوم عاشوراء.
وقرأ الجمهور: ﴿وَلَيَالٍ﴾ التنوين و ﴿عَشْرٍ﴾ صفة لها، وقرأ ابن عباس: بالإضافة، فضبطه بعضهم ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)﴾ بلام دون ياء، وبعضهم: ﴿وليالي عشر﴾ بالياء، يريد: وليالي أيام عشر، وكان حقه على هذا أن يقال: عشرة؛ لأن المعدود مذكر.. وأجيب عنه: بأنه لما حذف المعدود الموصوف، وهو مذكر.. جاز في عدده حذف التاء.
٣ - وقوله: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)﴾ قسم ثالث ورابع، معطوف أيضًا على قوله: ﴿وَالْفَجْرِ (١)﴾؛ أي: أقسم بشفع هذه الليالي العشر ووترها، فهو سبحانه أقسم بالليالي جملة، ثم أقسم بما حوته من زوج وفرد، ولكن الظاهر التعميم؛ لأن الألف واللام للاستغراق.
والمعنى عليه: أي أقسم بالأشياء كلها شفعها ووترها؛ لأن كل شيء لا بد أن يكون شفعًا أو وترًا، وقال قتادة: الشفع والوتر: شفع الصلاة ووترها، منها: شفع
(١) روح البيان.