بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣)}.
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر لهم عن ذلك كله ﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان مضمن معنى الشرط، متعلق بـ ﴿يَتَذَكَّرُ﴾، وجملة ﴿دُكَّتِ﴾ في محل الخفض بإضافة الظرف إليها ﴿دُكَّتِ الْأَرْضُ﴾: فعل ونائب فاعل ﴿دَكًّا دَكًّا﴾: حال مركبة من ﴿الْأَرْضُ﴾ في محل النصب مبني على فتح الجزءين؛ أي: مدكوكةً دكًا بعد دك، بني الجزء الأول لشبهه بالحرف شبهًا افتقاريًا؛ بافتقاره إلى الجزء الثاني، وبني الجزء الثاني لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا؛ لتضمنه معنى الحرف، وحركا ليعلم أن لهما أصلًا في الإعراب، وكانت الحركة فتحة للخفة مع ثقل التركب، وليس الثاني تأكيدًا للأول، بل التكرر للدلالة على الاستيعاب، كقرأت النحو بابًا بابًا، وعلمته الخط حرفًا حرفًا، وأعرب ابن خالويه ﴿دَكًّا﴾ الأول: مصدرًا، والثاني: تأكيدًا، وليس بعيدًا. ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾: فعل وفاعل، معطوف على جملة ﴿دُكَّتِ﴾، ﴿وَالْمَلَكُ﴾: معطوف على ﴿رَبُّكَ﴾. ﴿صَفًّا صَفًّا﴾: حال مركبة من الملك؛ أي: مصطفين، أو ذوي صفوف، نظير ﴿دَكًّا دَكًّا﴾ والمجوز لمجيء الحال جامدة دلالتها على الترتيب، وضابطه: أن يأتي التفصيل بعد ذكر المجموع بجزأيه مكررًا، وفي إعراب هذا المكرر خلاف طويل، اقتصرت على الراجح منها، فراجعه في محله ﴿وَجِيءَ﴾: فعل ماض مغيَّر الصيغة ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ظرف مضاف لمثله، متعلق بـ ﴿وَجِيءَ﴾، و ﴿بِجَهَنَّمَ﴾: جار ومجرور في محل الرفع نائب فاعل لـ ﴿جيء﴾، والجملة في محل الخفض معطوفة على جملة ﴿دُكَّتِ﴾، ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ظرف مضاف لمثله بدل من ﴿إذا﴾ في قوله: ﴿إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ﴾ بدل كل من كل، وجملة ﴿يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾ جواب ﴿إذا﴾ لا محل لها من الإعراب؛ أي: يوم إذا دكت الأرض دكًا دكًا، ويوم إذ جاء ربك والملك صفًا صفًا، ويوم إذ جيء بجهنم يتذكر الإنسان تفاصيل أعماله التي عملها في الدنيا، ﴿وَأَنَّى﴾. ﴿الواو﴾: حالية ﴿أَنَّى﴾: اسم استفهام للاستفهام الإنكاري في محل النصب على الظرفية المكانية، مبني على السكون؛ لتضمنه معنى حرف الاستفهام، والظرف متعلق بواجب الحذف لوقوعه خبرًا مقدمًا. ﴿لَهُ﴾: متعلق بما تعلق به الظرف، ﴿الذِّكْرَى﴾: مبتدأ مؤخر، ولا بد من تقدير مضاف؛ أي: ومن أين حاصلة له منفعة الذكرى، وإلا فبين ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ و [﴿أَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾] تناف وتناقض، والجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل ﴿يَتَذَكَّرُ﴾.