بمنزلة قلب البهائم.
ومنها: الاستفهام التقريري في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦)﴾؛ لأن الهمزة فيه للإنكار وفي قوة النفي، ونفي النفي إثبات، فصار تقريريًا إثباتيًا، أي: قد علمت يا محمد بإعلام الله تعالى، وبالتواتر أيضًا كيف عذب ربك عادًا.
ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣)﴾، فقد استعمل الصب، وهو خاص بالماء لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب. قال الشاعر:
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ مُحْصَرَاتٍ كَأَنَّهَا | شَآبِيْبُ لَيْسَتْ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَطْرِ |
صَبَبْنَا عَلَيْهِمْ ظَالِمِيْنَ سَيَاطَنَا | فَطَارَتْ بِهَا أَيْدٍ سِرَاعٌ وَأَرْجُلُ |
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)﴾ شبه كونه تعالى حافظًا لأعمال العباد مراقبًا عليها، ومجازيًا على ما دق وجل منها، بحيث لا ينجو منه بحال من قعد على الطريق مترصدًا لمن يسلكها ليأخذه، فيوقع به ما يريد، ثم أطلق لفظ أحدهما على الآخر على طريقة الاستعارة التمثيلية.
ومنها: المقابلة بين قوله: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ...﴾ إلخ، وبين قوله: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ...﴾ إلخ، فقد قابل بين توسعة الرزق وإقتاره، وبين الإكرام والإهانة.
ومنها: الالتفات من الغيبة في قول: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ﴾ إلى الخطاب في قوله: ﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧)﴾ للإيذان باقتضاء ملاحظة جنايته السابقة لمشابهته بالتوبيخ تشديدًا للتقريع، وتأكيدًا للتنشيع، والجمع فيه باعتبار معنى الإنسان، إذا المراد به الجنس، وكان مقتضى السياق أن يقال: بل لا يكرمون اليتيم.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ﴾، وقوله: ﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ﴾، وقوله: ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ ﴿الذِّكْرَى﴾.