الفاعل ﴿يَدَاهُ﴾: فاعل ومضاف إليه مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى، والجملة صلة لـ ﴿مَا﴾ الموصولة ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ﴾: فعل وفاعل، معطوف على ﴿يَنْظُرُ الْمَرْءُ﴾ ﴿يَا﴾: حرف تنبيه، أو حرف نداء، والمنادى محذوف؛ أي: يا هؤلاء القوم، وجملة النداء في محل النصب مقول ﴿وَيَقُولُ﴾، ﴿لَيْتَنِي﴾: ليت حرف تمنٍّ ونصب، والنون نون الوقاية؛ لأنها تقي حركة البناء الأصلي في الحرف، والياء ضمير المتكلم في محل النصب اسمها، ﴿كُنْتُ تُرَابًا﴾: فعل ناقص واسمه وخبره، وجملة ﴿كان﴾ في محل الرفع خبر ﴿ليت﴾ وجملة ﴿ليت﴾ في محل النصب مقول لـ ﴿يَقُولُ﴾. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿عَمَّ﴾ أصله: عن ما، والأصل في ﴿ما﴾ الاستفامية أنها إذا جرت حذف ألفها، ما ذكره ابن مالك بقوله:

وَمَا فِي الاسْتِفهامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ ألِفُهَا وَأوْلهَا الْهَا إِنْ تَقِفْ
وقد وقف عليها ابن كثير في رواية البزي عنه بهاء السكت على خلاف عنه، وفي ذلك قال الشاطبي:
وَفِيْمهْ وَممَّهْ قِفْ وَعَمَّهْ لِمَهْ بِمَهْ بِخُلْفِ عَنِ الْبَزِّيِّ وَادْفَعْ مُجَهِّلَا
﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١)﴾؛ أي: عن أي شيء يسأل بعضهم بعضًا من التساؤل الذي يدل على المشاركة.
﴿عَنِ النَّبَإِ﴾ والنبأ: الخبر الذي يعني به ويهتم بشأنه، والمراد به: خبر البعث من القبور، والعرض على مالك يوم الدين.
﴿كَلَّا﴾ كلمة تفيد رد ما تقدم من الكلام ونفيه. ﴿ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٥)﴾: تأكيد لفظي لما قبله على ما قاله ابن مالك، ولا يضر توسط حرف العطف، والنحويون يمنعون هذا، ولا يسمونه إلا عطفًا، وإن أفاد التأكيد. اهـ "سمين".
وقيل: الأول عند النزع، والثاني: في القيامة. وقيل: الأول للبعث، والثاني: للجزاء. اهـ "بيضاوي". وقال زاده: ثم موضوعة للتراخي الزمانى، وقد استعمل هنا للتراخي الرتبي تشبيهًا لتباعد الرتبة بتباعد الزمان. اهـ.


الصفحة التالية
Icon