المطعومات، والحب والحبة - يعني بالكسر - يقال في بزور الرياحين.
﴿وَنَبَاتًا﴾ والنبات: ما تقتات به الدواب من التبن والحشيش.
﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦)﴾ والجنات: واحدها جنة، وهي الحديقة والبستان فيه الشجر أو النخل، والجنات الألفاف: الملتفة الأغصان لتقاربها، وطول أفنانها، ولا واحد لها؛ كالأوزاع والأخياف كما مر. وقيل: واحدها لف بكسر اللام وفتحها، وقال أبو عبيدة: واحدها لفيف كشريف وأشراف، والأوزاع والأخياف كلاهما بمعنى الجماعات.
﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ﴾ هو يوم القيامة، سمي بذلك؛ لأن الله يفصل فيه بحكمه بين الخلائق ﴿كَانَ مِيقَاتًا﴾؛ أي: حدًا تنتهي عنده الدنيا، وأصله: موقاتًا بوزن مفعال، قلبت الواو لسكونها إثر كسرة.
﴿فِي الصُّورِ﴾ والصور في الأصل: البوق الذي ينفخ فيه فيحدث صوتًا، وقد جرت عادة الناس إذا سمعوه أن يهرعوا إليه، ويجتمعوا عند النافخ.
﴿أَفْوَاجًا﴾ جمع فوج، وهو جماعة من الناس، وفي "المفردات": الفوج: الجماعة المارة المسرعة.
﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ﴾؛ أي: انشقت وتصدعت من هيبة الله تعالى بعد أن كانت لا فطور فيها.
﴿فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾؛ أي: ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة.
﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ﴾؛ أي: زالت عن أماكنها وتفتت صخورها.
﴿فَكَانَتْ سَرَابًا﴾؛ أي: كالسراب، فهي بعد تفتتها ترى كأنها جبال، وليست بجبال، بل غبارًا متراكمًا، والسراب: ما تراه نصف النهار كأنه ماء، قال الراغب: هو اللامع في المفازة كالماء، وذلك لانسرابه في مرأى العين؛ أي: ذهابه وجريانه، وتنعكس فيه البيوت والأشجار وغيرها، ويضرب به المثل في الكذب والخداع، يقال: هو أخاع من السراب، يعني: أنها تصير شيئًا كلا شيء، لتفرق أجزائها، وانبثاث جواهرها.
﴿كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ والمرصاد: اسم للمكان الذي يرصد فيه؛ كالمنهاج اسم


الصفحة التالية
Icon