معطوفة على جملة ﴿أما﴾ الأولى.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَالضُّحَى (١)﴾: صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقي أشعتها على هذا الكون، وفي "القاموس": والضَّحو والضَّحوة والضحية كعشية ارتفاع النهار، والضُّحى فويقه، والضَّحاء بالمد إذا قرب انتصاف النهار، وبالضم والقصر يطلق على الشمس أيضًا اهـ. وأصله: ضَحَوَ بوزن فعل تحرك حرف العلة وفتح ما قبله فقُلبت ألفًا.
﴿إِذَا سَجَى﴾؛ أي: سكن، يقال: سجا البحر يسجو سجوًا - من باب سما - إذا سكنت أمواجه، وليلة ساجية ساكنة الريح، والمراد إذا الأحياء فيه، وانقطعوا عن الحركة، وفيه إعلال بالقلب أصله: سَجَوَ واوي اللام، تحركت الواو وفُتح ما قبلها فقلبت ألفًا.
﴿مَا وَدَّعَكَ﴾: من التوديع، وهو مبالغة في الوَدْع، وهو الترك؛ أي: ما تركك ضائعًا بتأخير الوحي عنك، وقرىء بالتخفيف من قولهم: ودعه إذا تركه، واختُلف في دع بمعنى الترك هل يتصرف، فيأتي منه الماضي وغيره، أم لا؟ قال الجوهري: أميت ماضيه، وقال غيره: ربما جاء ماضيه في الضرورة، وهو المشهور.
قال الشاعر:

لَيْتَ شِعْرِيْ عَنْ خَلِيْلِيْ مَا الَّذِيْ غَالَة فِىْ الْحُبَّ حَتَّى وَدَعَهْ
ومنه قوله تعالى: ﴿ما وَدَعَك ربك﴾ على قراءة التخفيف، وجا منه المصدر، ومنه الحديث: "ولينتهن أقوام عن وَدْعِهم الجمعات"؛ أي: عن تركهم إياها، وجاء منه اسم المفعول وغيره في الشعر، والأصح القول بقلة الاستعمال، لا بالإماتة.
﴿وَمَا قَلَى﴾؛ أي: وما أبغضك، فالمفعول محذوف كما مر، وفى "المصباح": قليته قليًا، وقلوته قلوًا من بابي: ضرب وقتل، وهو الإنضاج في المِقلى، وهي: مِفعَل بالكسر، وقد يقال: مِقلاة بالهاء، واللحم وغيره مَقِلي بالياء، ومقلو بالواو،
والفاعل: قَلّاء بالتشديد؛ لأنه صنعة كالعطار والنجار، وقليت الرجل أقليه - من باب رمى - قلى بالكسر والقصر، وقد يمد إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، وقال


الصفحة التالية
Icon