الحساب: زادت وارتفعت إلى آخر ما ذكره، وأما اليائي، فقد قال صاحب "القاموس": وعال يعيل عيلًا وعيلة وعيولًا ومعيلًا إذا افتقر، فهو عائل، والجمع عالة وعُيُل وعَيْلَى، كسكرى، والاسم العيلة، والمعيل الأسد والنمر والذئب؛ لأنه يعيل صيدًا؛ أي: يلتمس، وعالني الشيء عيلًا ومعيلًا أعوزني، وفي مشيه تمايل واختالّ وتبختر كتعيّل، إلى آخر ما جاء في هذه المادة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان البديع:
فمنها: المجاز العقلي في قوله: ﴿إِذَا سَجَى﴾؛ أي: سكن أهله، ففيه إسناد الفعل إلى زمانه، كنهاره صائم.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿مَا وَدَّعَكَ﴾؛ لأن التوديع حقيقة في تشييع المسافر، فاستعمله هنا على طريق الاستعارة التصريحية التبعية بجامع القطع والفرقة في كل.
ومنها: المجاز بالحذف في قوله: ﴿وَمَا قَلَى﴾؛ أي: وما قلاك، وكذا قوله: ﴿فَهَدَى﴾ ﴿فَأَغْنَى﴾، فحذف المفعول لعلمه من المقام.
ومنها: الطباق في قوله: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (٤)﴾؛ لأن المراد بـ ﴿الْأُولَى﴾: الدنيا، وهي تطابق ﴿الآخرة﴾.
ومنها: الجمع بين لام الابتداء وحرف التنفيس في قوله: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥)﴾؛ للدلالة على أن الإعطاء كائن لا محالة، وإن تراخى لحكمة، يعني: أن لام الابتداء لما تجردت للدلالة على التأكيد، وكانت السين تدل على التأخير والتنفيس.. حصل من اجتماعهما أن العطاء المتأخر لحكمة كائن لا محالة، وكانت اللام لتأكيد الحكم المقترن بالاستقبال.
ومنها: حذف المفعول الثاني لأعطى؛ للدلالة على التعميم والتفخيم؛ أي: كل ما ترضى في الدنيا والآخرة.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧)﴾ شبه


الصفحة التالية
Icon