من الإعراب مسوقة لتعليل الاستثناء؛ لأن الفاء بعد الاستثناء المتصل؛ للتعليل غالبًا، ورابطة الخبر بالمبتدأ على أن الاستثناء منقطع لما في الموصول من معنى الشرط الذي هو الإبهام.
﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)﴾.
﴿فَمَا﴾ ﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت أيها الإنسان أن الله خلقك في أحسن تقويم، وأنه يردك إلى أسفل سافلين، وأردت بيان ما هو النصيحة لك.. فأقول لك: ما يكذبك؛ أي: ما يحملك على أن تذكب بالبعث والجزاء على أن الخطاب للإنسان. أو إذا عرفت يا محمد ما بينا لك من دلائل قدرتنا على البعث والجزاء، وأوردت أن تطمئن قلبك على ما بينا لك.. فأقول لك على أن الخطاب لمحمد - ﷺ -، ﴿ما﴾: اسم استفهام للاستفهام التقريري المضمَّن للإنكار على أن الخطاب للإنسان، أو للاستفهام التعجبي بمعنى: من، على أن الخطاب للرسول - ﷺ - في محل الرفع مبتدأ مبني على السكون؛ لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا ﴿يُكَذِّبُكَ﴾: فعل مضارع ومفعول به، وفاعل مستتر يعود على ﴿ما﴾، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدَّرة مستأنفة. ﴿بَعْدُ﴾: في محل النصب على الظرفية الزمانية مبني على الضم؛ لشبهه بالحرف شبهًا افتقاريًا؛ لحذف المضاف إليه، ونية معناه؛ أي: بعد هذه العبر والعظات، الظرف متعلق بـ ﴿يُكَذِّبُكَ﴾. ﴿بِالدِّينِ﴾: متعلق بـ ﴿يُكَذِّبُكَ﴾ أيضًا. ﴿أَلَيْسَ﴾: ﴿الهمزة﴾: فيه للاستفهام التقريري، ﴿ليس﴾: فعل ماض ناقص. ﴿اللَّهُ﴾: اسمها. ﴿بِأَحْكَمِ﴾: ﴿الباء﴾: زائدة في خبر ﴿ليس﴾. ﴿أحكمِ﴾: خبرها مجرور لفظًا منصوب محلًا. ﴿الْحَاكِمِينَ﴾: مضاف إليه مجرور بالياء.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢)﴾ والتين - بكسر التاء - ثمر شجر ورطبه النضيج، أحمد الفاكهة وأكثرها غذاء، وأقلها نفخًا، جاذب محلل، مفتح سدد الكبد والطحال، مليَّن، والإكثار منه مقمل، وجبل بالشام ومسجد بها، وجبل لغطفان واسم دمشق، والتينة بالكسر الدُّبُرُ، والتينان - بالكسر - جبلان لبني نعامة