كما في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ﴾. ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ﴾ أصله: تتنزل بتائين، حذفت إحداهما للتخفيف على حد قول ابن مالك:
وَمَا بِتَائَيْنِ ابْتُدِيْ قَدْ يُقْتَصَرْ | فِيْهِ عَلَى تَاءٍ كَتَبْيِيْنِ الْعِبَرْ |
﴿سَلَامٌ هِيَ﴾ يصح أن يكون ضمير ﴿هِيَ﴾ عائدًا على ﴿الْمَلَائِكَةُ﴾، و ﴿سَلَامٌ﴾ بمعنى التسليم، والمعنى: أن الملائكة يسلمون على المؤمنين، ويصح أن يكون عائدًا على ﴿لَيْلَةُ﴾، و ﴿سَلَامٌ﴾ أيضًا بمعنى التسليم، والمعنى: أن الليلة ذات تسليم من الملائكة على المؤمنين أو من بعضهم على بعض، ويصح على هذا الوجه أن يُجعل ﴿سَلَامٌ﴾ بمعنى سلامة؛ أي: ليلة القدر ذات سلامة من كل شر.
﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ بفتح اللام وكسرها، فهما مصدران في لغة بني تميم، وقيل: المصدر بالفتح، والموضع بالكسر عند أهل الحجاز اهـ "بحر". وعبارة "السمين": وقرأ الكسائي: ﴿مطلع﴾ بكسر اللام، والباقون بفتحها، والفتح هو القياس، وهل هما مصدران من المفتوح مصدر والمكسور اسم مكان؟ فيه خلاف اهـ، وعبارة "مناهل الرجال على لامية الأفعال" عند قول ابن مالك:
مَظْلَمَةٌ مَطْلَعُ الْمَجْمَعِ مَحْمَدَةٌ | مَذِمَّةٌ مَنْسِكٌ مَضِنَّةُ الْبُخَلَا |
الضرب الأول منها: ما جاء فيه وجهان: الفتح والكسر، وهو اثنتان وعشرون كلمة: الأول منها مظلمة، والثاني منها مطلع، يقال: طلع الكوكب يطلُع - من باب نصر - طلوعًا ومطلعًا - بالفتح - على القياس، ومطلِعًا - بالكسر - على الشذوذ؛ أي: