القرآن مصدقًا لصحف الأولين مطابقًا لها في أصول الشرائع وبعض الأحكام.. صار متلوه كأنه صحف الأولين وكتبهم، فعبر عنه باسم الصحف مجازًا.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿مُطَهَّرَةً﴾ حيث شبه تنزه الصحف عن الباطل بطهارة الشيء عن الأنجاس.
ومنها: عطف الخاص على العام في قوله: ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾ حيث عطفهما على قوله: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ﴾ اهتمامًا بشأن الخاص وإظهارًا لمزيته.
ومنها: إضافة الشيء إلى صفته في قوله: ﴿دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾؛ أي: دين الملة القيمة اعتبارًا بالتغاير اللفظي بينهما؛ لأن الشريعة المبلغة إلى الأمة باعتبار أنها تملى وتُكتب تسمى ملة، وباعتبار أنها تطاع وتدان تسمى دينًا.
ومنها: ذكر المشركين في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ﴾؛ لئلا يتوهم اختصاص الحكم بأهل الكتاب باعتبار اختصاص مشاهدة شواهد النبوة في الكتاب بهم.
ومنها: إيراد الجملة الاسمية في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا...﴾ إلخ؛ للإيذان بتحقق مضمونها لا محالة، من أنهم فيها الآن إما على تنزيل ملابستهم لما يوجبها منزلة ملابستهم بها، وإما على أن ما هم فيه من الكفر والمعاصي عين النار إلا أنها ظهرت عليهم الآن بصورة عرضية وتظهر عليهم في الآخرة بصورة حقيقية.
ومنها: المقابلة بين نعيم الأبرار وعذاب الفجار في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا...﴾ إلخ، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا...﴾ إلخ.
ومنها: الطباق بين ﴿خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ و ﴿شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾.
ومنها: توسيط ضمير الفصل في قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ لإفادة الحصر؛ أي: هم شر البرية دون غيرهم، ومثله قوله الآتي: ﴿أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾.
ومنها: التعرض لعنوان الربوبية المعربة عن المالكية والتربية؛ للإشعار بعلة الخشية، والتحذير من الاغترار بالتربية.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *