بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾.
أسباب النزول
ذكر في سبب نزولها: أن الكفار كانوا كثيرًا ما يسألون عن يوم الحساب، ومتى هو، فيقولون: أيان يوم القيامة؟ ويقولون: متى هذا الوعد وما أشبه ذلك، فذكر لهم الخالق عَزَّ وَجَلَّ في هذه السورة علامات ذلك اليوم فقط؛ ليعلموا أنه لا سبيل إلى تعيين ذلك اليوم الذي يعرض الناس فيه على ربهم؛ ليجازي كلًّا بعمله ويعاقب المذنبين ويثيب المحسنين، وأنه تعالى سيجازي على أصغر الأعمال، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.
وقوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ...﴾ الآية، سبب نزولها (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ...﴾ الآية، كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه، وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك، ويقولون: إنما أوعد الله النار على الكبائر، فأنزل الله سبحانه: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ﴾؛ أي (٢): حركت تحريكًا عنيفًا شديدًا متداركًا، فإن تكرر حروف لفظه ينبيء عن تكرر معنى الزلل، وجواب الشرط قوله الآتي: ﴿تُحَدِّثُ﴾،
(١) الباب المنقول.
(٢) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon