بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)﴾.
أسباب النزول
سبب نزول سورة العاديات: ما قاله الكلبي: أن النبي - ﷺ - بعث سرية إلى أناس من كنانة، فمكث ما شاء الله أن يمكث لا يأتيه منهم خبر، فتخوف عليها، فنزل جبريل عليه السلام بخبر مسيرها، وكأنه سبحانه وتعالى أقسم بخيل تلك السرية المجاهدة في سبيل الله. وذكر أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري في كتابه "أسباب النزول" سبب نزول هذه السورة، فقال: قال مقاتل: بعث رسول الله - ﷺ - سرية إلى حيٍّ من كنانة، واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري (١) وكان أحد النقباء، فتأخر خبرهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعًا، فأخبر الله تعالى عنها وعن سلامتها وبشرهم بإغارتها على القوم الذين بعث إليهم العاديات ضبحا؛ يعني تلك الخيل. ثم ذكر الواحدي رواية عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - ﷺ - بعث خيلًا فأسهبت شهرًا لم يأته منها خبر، فنزلت: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)﴾ ضبحته بمناخرها إلى آخر السورة ومعنى أسهبت أمضت في السهوب، وهي الأرض الواسعة جمع سهب صفحة: (٢٥٨) أسباب النزول.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿وَالْعَادِيَاتِ﴾ أي أقسم بالخيول العاديات التي تعدو وتجري بسرعة وتضبح ﴿ضَبْحًا﴾؛ أي: تصوت بأنفاسهن صوتًا شديدًا لشدة جريهنَّ وعَدْوهن. والعاديات جمع عادية؛ وهي الجارية بسرعة، من العدو وهو المشي بسرعة، وياؤها مقلوبة عن
(١) أسباب النزول للواحدي.


الصفحة التالية
Icon