﴿فِي الصُّدُورِ﴾: صلة لـ ﴿ما﴾ الموصولة، والجملة الفعلية في محل الخفض معطوفة على ما قبلها، ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ﴾: ناصب واسمه، ﴿بهم﴾ متعلق بـ ﴿خبير﴾، و ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ظرف مضاف لمثله، متعلق بـ ﴿خبير﴾ أيضًا، ﴿بخبير﴾ ﴿اللام﴾ حرف ابتداء، ﴿خبير﴾ خبر ﴿إن﴾، وجملة ﴿إنّ﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل عامل ﴿إِذَا﴾ المحذوف؛ أي: أفلا يعلم أن الله مجازيه وقت ما ذكر لأنه خبير بأحوالهم وأعمالهم بتفاصيلها.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَالْعَادِيَات﴾: جمع عادية، كغازيات جمع غازية، وهي: الخيل الجارية بسرعة، من العدو، وهو المشي بسرعة، ففيه إعلال بالقلب، أصله: العادوات، فقلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة، يقال: عدا يعدو عدوًا، فهو عاد وهي عادية اهـ، "سمين". ﴿ضَبْحًا﴾ والضبح صوت يسمع من صدور الخيل عند العدو، وليس بصهيل، وفي "المختار": ضبحت الخيل من باب قطع والضبح: صوت أنفاسها إذا عدت اهـ، وفي "القاموس": ضبحت الخيل ضبحًا وضباحًا أسمعت من أفواهها صوتًا ليس بصهيل ولا حمحمة، قال عنترة:

وَالْخَيْلُ تَكْدَحُ حِيْنَ تَضْـ ـبَحُ فِيْ حِيَاضِ الْمَوْتِ ضَبْحَا
والكدح: الجد في العدو. وشبه عنترة الموت بالسيل على طريق الاستعارة المكنية، والحياض تخييلُ ذلك.
﴿فَالْمُورِيَاتِ﴾: جمع مورية، من الإيراء، وهو إخراج النار من الحجارة، ففيه حذف همزة أفعل من الوصف، يقال: أورى فلان إذا أخرج النار بزند، ونحوه، وفي "المصباح": وَرَى الزندِ، يَرِيْ، من باب وعد، وفي لغة: ورى - بكسرهما - وأورى بالألف، وذلك إذا أخرج ناره، وفي "المختار": وأوراه غيره اهـ، فاستفيد من مجموعها أنه يستعمل ثلاثيًا لازمًا لا غير، ورباعيًا لازمًا ومتعديًا، وما في الآية من قبيل المتعدي. ﴿قَدْحًا﴾: والقدح الضرب لإخراج النار، كضرب الزناد بالحجر، وفي "القرطبي": وأصل القدح الاستخراج، ومنه: قدحت العين إذا أخرجت منها الفاسد، واقتدحت الزند واقتدحت المرق غرفته، والمقدحة - بكسر الميم - ما تقدح به النار، والقداحة والقدح: الحجر الذي يوري النار اهـ. ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣)﴾: فيه إعلال بالنقل، نقلت حركة حرف العلة إلى الغين قبلها فسكن فصار حرف مد،


الصفحة التالية
Icon