وَقَارِعَةٌ مِنَ الأَيَّامِ لَوْلَا | سَبِيْلُهُمُ لَرَاحَتْ عَنْكَ حِيْنَا |
مَتَى نَقْرعْ بِمَرْأَتِكُمْ نَسُؤْكُمْ | وَلَمْ يُوْ قَدْ لَنَا فِي الْقِدْرِ نَارُ |
لَجَدِيْرُوْنَ بِالْوَفَاءِ إِذَا قَا | لَ أَخَوُ النَّجْدَةِ السِّلَاحُ السِّلَاحُ |
والحاصل (٢): أن القارعة من أسماء القيامة، كالحاقة مثلًا، سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بهولها كما تسمى الحادثة العظيمة من حوادث الدهر قارعةً، قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ﴾؛ أي: حادثة عظيمة تقرعهم وتصك أجسادهم فيألمون لها. ﴿مَا الْقَارِعَةُ (٢)﴾؛ أي: أي شيء هي القارعة، وهذا أسلوب يراد به تهويل أمرها، كأنها لشدة ما يكون فيها من الأهوال التي تفزع منه النفوس وتدهش لها العقول يصعب تصورها ويتعذر إدراك حقيقتها،
٣ - ثم زاد أمرها تعظيمًا فقال: ﴿مَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣)﴾ و ﴿ما﴾ للاستفهام الإنكاري في محل الرفع مبتدأ، وجملة ﴿أَدْرَاكَ﴾ خبرها، ﴿مَا الْقَارِعَةُ (٣)﴾ مبتدأ وخبر،
(١) البحر المجط.
(٢) المراغي.
(٢) المراغي.