رفعه ثبات النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الضمير المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل الرفع نائب فاعل، و ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: ظرف مضاف لمثله متعلق بـ ﴿تسألن﴾، و ﴿عَنِ النَّعِيمِ﴾: متعلق بـ ﴿تسألن﴾ أيضًا على أنه في موضع المفعول الثاني.
التصريف ومفردات اللغة
﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)﴾؛ أي: شغلكم التفاخر بالأموال والأولاد عن دينكم، واللهو: ما يشغل الإنسان سواء أكان مما يسر أم لا، ثم خص بما يشغل مما فيه سرور، وإذا أُلهي المرء بشيء فهو غافل به عما سواه، والتكاثر: التباهي بالكثرة بأن يقول كل للآخر: أنا أكثر منك مالًا، أنا أكثر منك ولدًا، أنا أكثر منك رجال ضرب وحرب.
﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢)﴾؛ أي: حتى صرتم من الموتى، قال جرير:
زَارَ الْقُبُوْرَ أَبُوْ مَالِكٍ | فَأَصْبَحَ أَلأمَ زُوَّارِهَا |
أَرَى أَهْلَ الْقُبُوْرِ إِذَا أمِيْتُوْا | بَنَوْا فَوْقَ الْمَقَابِرِ بِالصُّخُوْرِ |
أَبَوْا إِلَّا مُبَاهَاةً وَفَخْرًا | عَلَى الْفُقَرَاءِ حَتَّى فِيْ الْقُبُوْرِ |
وقوله: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ أصله: أَلْهَيَكم بوزن أفعَلَ، قُلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وقوله: ﴿زُرْتُمُ﴾ فيه إعلال بالقلب والحذف، أصله: زَوَرَ قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم أُسند الفعل إلى ضمير الرفع المتحرك، فسُكِّن آخره فالتقى ساكنان، فحُذفت الألف، ثم حذفت حركة فاء الفعل، وعُوَّض عنها حركة مناسبة للعين المحذوفة التي هي الواو، والمناسب لها الضمة، فقيل: زرتم بوزن فلتم.
قوله: ﴿لَتَرَوُنَّ﴾ أصله: لتَرْأَيُون بوزن تفعلون، كما مر آنفًا، نقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت بعد النقل تخفيفًا، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد