ثم يسلم أحدهما على الآخر.
ومنها: ما روي عن النبي - ﷺ -: من قرأ سورة العصر غفر الله له، وكان ممن تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، وروي (١) عن الإِمام الشافعي - رحمه الله تعالى - أنه قال: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم، أو قال: لو لم يُنزَل من القرآن سواها لكفت الناس.
وهذه السورة من أجلِّ سور القرآن العظيمِ وأوجزها لفظًا وأكثرها معنًى وحكمة وبيانًا، ولجلالة ما جمعت من المعاني السامية أنه كان الرجلان من أصحاب رسول الله - ﷺ - إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر، كما مر آنفًا ذلك؛ ليُذكّر كل منهما صاحبه بما يجب أن يكون عليه من امتثال المأمورات واجتناب المنهيات، وفي هذه السورة أعظم دلالة على إعجاز القرآن، ألا ترى أنها مع قلة حروفها تدل على جميع ما يحتاج إليه الناس في الدين علمًا وعملًا، وفي وجوب التواصي بالحق والصبر إشارة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *

(١) البيضاوي.


الصفحة التالية
Icon