باطلًا ضائعًا، والمعنى: جعل كيدهم في ضياع وخسار وهلاك، وقيل لامرىء القيس الملك الضليل؛ لأنه ضلل ملك أبيه؛ أي: ضيَّعه، ما مر.
﴿طَيْرًا﴾ والطير: كل ما طار في الهواء صغيرًا كان أو كبيرًا، وهو اسم جنس يذكر ويؤنث.
﴿أَبَابِيلَ﴾ قال ابن خالويه: وأبابيل نعت للطير؛ أي: جماعات جماعات، جمع إبَّوْلٍ مثل عجَّول وعجاجيل، والعِجَّول - بوزن سكيت - لغة في العجل ولد البقرة، وقال أبو جعفر الرؤاسي: واحدتها أبيل، وقال آخرون: أبابيل لا واحد لها، ومثلها أساطير، والإبِّيل في غير هذا الموضع الراهب، والوبيل العصا، يقال: رأيت إبِّيلًا؛ أي: راهبًا متكئًا على وبيل يسوق أفيلًا، والأفيل ولد الناقة، قال عدي:

أَبْلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّيْ مَأْلَكًا قَوْلَ مَنْ خَافَ آظّنانًا وَاعْتَذَرْ
إِنَّنِيْ وَاللهِ فَأقْبَلْ حَلِفِيْ بِإِبيْلٍ كُلَّمَا صَلى جَأَرْ
﴿بِحِجَارَةٍ﴾: جمع حجر بالتحريك بمعنى الصخرة.
﴿مِنْ سِجِّيلٍ﴾ والسجيل: طين مطبوخ محرق كالآجر، واشتقاقه من الإسجال، وهو الإرسال كما مر؛ لأن العذاب موصوف بذلك.
﴿كَعَصْفٍ﴾ والعصف: ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد، وتعصفه الرياح فتأكله الماشية.
﴿مَأْكُولٍ﴾؛ أي: أكلت الدواب بعضه، وتناثر الآخر من بين أسنانها.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستفهام التقريري التعجيبي في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ﴾.
ومنها: الإضافة في قوله: ﴿فَعَلَ رَبُّكَ﴾؛ لتشريف المضاف إليه النبي - ﷺ -، وفيه التعبير بعنوان الربوبية، إشارة بشأن قدرة الله سبحانه وتعالى.


الصفحة التالية
Icon