متبعون الأثر والرواية، لا مجرد الخط.
وقرأ عاصم في رواية: ﴿إئلافهم﴾ بهمزتين، الأولى مكسورة والثانية ساكنة وهي شاذة؛ لأنه يجب في مثله إبدال الثانية حرفًا مجانسًا كإيمان، وروي عنه أيضًا بهمزتين مكسورتين بعدهما ياء ساكنة، وخُرِّجت على أنه أشبع كسرة الهمزة الثانية، فتولد منها ياء، وهذه أشذ من الأولى، ونقل أبو البقاء أشذ منها، فقال بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها همزة مكسورة وهو بعيد، ووجهها: أنه أشبع الكسرة، فنشأت الياء، وقصد بذلك الفصل بين الهمزتين، كالألف في ﴿أأنذرتهم﴾، وعن أبي جعفر وابن كثير: ﴿إلفهم﴾، وعن أبي جعفر أيضًا، وعن ابن عامر: ﴿إلافهم﴾ مثل كتابهم، وعن ابن عامر أيضًا: ﴿ليلاف﴾ بياء ساكنة بعد اللام، وقرأ عكرمة: ﴿ليألف قريش﴾ فعلًا مضارعًا، وعنه أيضًا ﴿ليألف﴾ على الأمر واللام مكسورة، وعنه فتحها مع الأمر، وهي لغة كما مر اهـ "سمين".
و ﴿قُرَيْشٍ﴾ مصغرًا، هم ولد النضر بن كنانة، فكل من ولده النضر فهو قريش دون من لم يلده النضر، وإن ولده كنانة وهو الصحيح، وقيل: هم، ولد فهو بن مالك بن النضر بن كنانة، فمن لم يلده فهو فليس بقريش، وإن ولده النضر، فوقع الاتفاق على أن بني فهو قرشيون، وعلى أن بني كنانة الذين لم يلدهم النضر ليسوا بقرشيين، ووقع الخلاف في بني النضر وبني مالك، وفهر هو الجد الحادي عشر من أجداده - ﷺ -، والنضر هو الثالث عشر، ويسمى فهر قريشًا أيضًا، وذلك لأنه - ﷺ - محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، واسمه قريش بن مالك بن النضر بن كنانة إلى آخر النسب الشريف اهـ من "المواهب".
واختُلف في اشتقاقهم على أوجه (١):
أحدها: أنه من التقريش، وهو التجمع، سموا بذلك لاجتماعهم إلى الحرم بعد افتراقهم، قال الشاعر:
أَبُوْنَا قُرَيْشٌ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا | بِهِ جَمَّعَ الله الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ |