و ﴿قُرَيْشٍ﴾: اسم للقبائل العربية من ولد النضر بن كنانة كما مر، وفي "القاموس": قرشه يقرُشه ويقرِشه قطعه، وجمعه هاهنا وهاهنا، وضم بعضه إلى بعض، ومنه قريش؛ لتجمعهم إلى الحرم، أو لأنهم يتقرشون البيعات فيشترونها، أو لأن النضر بن كنانة اجتمع في ثوبه يومًا، فقالوا: تقرش، أو لأنه جاء إلى قومه، فقالوا: كأنه جمل قريش؛ أي: شديد، والنسبة إليه: قرشي وقريشي. انتهى.
﴿رِحْلَةَ﴾ والرِحلة - بالكسر - ارتحال القوم؛ أي: شدهم الرحال للمسير، وبالضم الجهة التي يُرتَحَل إليها، وأصل الرحلة السير على الراحلة؛ وهي الناقة القوية، ثم استُعمل في كل سير وارتحال، وإفرادها مع أنه أراد رحلتي الشتاء والصيف؛ لأمن الإلباس مع تناول اسم الجنس للواحد والكثير، كما مر.
﴿الشِّتَاءِ﴾ والشتاء الفصل المقابل للصيف، وفي "القاموس": الشتاء: أحد أرباع الأزمنة والموضع المشتي، وفيه إعلال الإبدال أصله: الشتاو من شتا يشتو، أبدلت الواو همزة لوقوعها متطرفة إثر ألف زائدة.
﴿وَالصَّيْفِ﴾ والصيف: القيظ، أو بعد الربيع، والقيظ صميم الصيف من طلوع الثريا إلى طلوع سهيل.
﴿رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ﴾؛ أي: وسَّع لهم الرزق، ومهد لهم سبيله.
﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾؛ أي: جعلهم في أمن من التعدي عليهم، والتطاول إلى أموالهم وأنفسهم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: تقديم الجار والمجرور في قوله: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)﴾ على عامله في قوله: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣)﴾ تذكيرًا للنعمة واعتناء ببيانها.
ومنها: تصغير لفظ ﴿قُرَيْشٍ﴾؛ للتعظيم، فكأنه قيل: قريش عظيم على ما قيل، والأوجه أن التصغير على حقيقته ومعناه، كما مر.
ومنها: إطلاق الإيلاف عن المفعول أولًا في قوله: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)﴾ ثم