ومنها: تسميتهم مصلين مع أنهم تاركون لها رأسًا؛ لأنها مفروضة عليهم، فكانت جديرة بأن تضاف لهم.
ومنها: التعبير بـ ﴿عَنْ﴾ دون في، في قوله: ﴿عَنْ صَلَاتِهِمْ﴾ إشعارًا بأن صلاة المؤمن لا تخلو عن السهو فيها، فالمذموم السهو عنها بمعنى تركها والتفريط فيها لا السهو فيها؛ لوقوعه من الأنبياء.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿سَاهُونَ﴾ حيث استعار السهو للترك بجامع الإعراب في كل؛ لأنهم تاركون لها رأسًا، أو إن حصلت منهم تكون رياءً وسمعة، فهي كلاصلاة.
ومنها: حذف المفعول الأول لـ ﴿يمنعون﴾ في قوله: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾؛ أي: يمنعون الناس، للعلم به.
ومنها: الجناس الناقص بين ﴿يمنعون﴾ و ﴿الْمَاعُونَ﴾.
فائدة: السهو خطأ عن غفلة، وذلك ضربان:
أحدهما: أن لا يكون من الإنسان جوالبه ومولداته، كمجنون سب إنسانًا.
والثاني: أن يكون منه مولداته كمن شرب خمرًا، ثم ظهر منه منكر، لا عن قصد إلى فعله، فالأول معفو عنه، والثاني مأخوذ به، ومنه ما ذم الله سبحانه في الآية، انتهى من "الروح".
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع (١).
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
* * *

(١) إلى هنا تم تفسير سورة الماعون أواخر عصر يوم الخميس اليوم العشرين من شهر الله المحرم من شهور سنة: ١٤١٧ هـ ألف وأربع مئة وسبع عشرة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


الصفحة التالية
Icon