ومنها: التعبير بصيغة الماضي في قوله: ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ مع أن العطايا الأخروية وأكثر ما يكون في الدنيا لم تحصل بعد إشعارًا بتحقق وقوعها.
ومنها: صيغة الجمع الدالة على التعظيم في ﴿نَّا أَعْطَيْنَاكَ﴾ تفخيمًا لشأن المعطى له، حيث لم يقل: أنا أعطيتك.
ومنها: المبالغة في لفظ ﴿الْكَوْثَرَ﴾.
ومنها: وضع الظاهر موضع المضمر في قوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾، وكان مقتضى الظاهر أن يقول: فصل لنا، فانتقل إلى الاسم الظاهر؛ لأنه يوجب عظمة ومهابة، وفيه أيضًا التفات من التكلم إلى الغَيبة، والأصل: فصل لنا، ولكنه عدل عن ذلك؛ لأن في لفظ الرب حثًا على فعل المأمور به؛ لأن من يربيك يستحق العبادة منك.
ومنها: الاكتفاء في قوله: ﴿وَانْحَرْ﴾؛ أي: وانحر له، فحذف له اكتفاء بما قبله.
ومنها: الإضافة للتشريف، والتكريم في قوله: ﴿لِرَبِّكَ﴾.
ومنها: إفادة الحصر في قوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾؛ أي: إن مبغضك لا محبك من المؤمنين هو الأبتر عن كل خير.
ومنها: المطابقة بين أول السورة وآخرها يعني بين: ﴿الْكَوْثَرَ﴾ و ﴿الْأَبْتَرُ﴾، فالكوثر الخير الكثير، والأبتر المنقطع عن كل خير، فهذه السورة مع وجازتها جمعت فنونًا من البلاغة والبيان والبديع، ولولا خوف الإطالة مع كون كتابنا من المختصرات.. لأشبعنا من مباحث بلاغتها ومعانيها أوراقًا وصحائف كثيرة، كالمذهب الكلامي الذي يطول بذكره الكلام.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع (١).
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *