وفي الحديث: "مروا صبيانكم، فليقرؤوا هذه السورة عند المنام، فلا يعرض لهم شيء".
ومن خرج مسافرًا فقرأ هذه السور الخمس: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾، ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ (١)﴾، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)﴾، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)﴾ رجع سالمًا غانمًا، وقرأ الجمهور (١): بإسكان الياء من قوله: ﴿وليْ﴾ وقرأ نافع وهشام وحفص والبزي بفتحها، وقرأ الجمهور أيضًا بحذف الياء من ديني وقفًا ووصلًا، وأثبتها نصر بن عاصم وسلام ويعقوب وصلًا ووقفًا، قالوا: لأنها اسم فلا تُحذف، ويجاب بأن حذفها لرعاية الفواصل سائغ وإن كانت اسمًا.
الإعراب
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)﴾.
﴿قُلْ﴾: فعل أمر، وفاعل مستتر يعود على محمد - ﷺ -، والجملة مستأنفة. ﴿يا﴾: حرف نداء، ﴿أي﴾: منادى نكرة مقصوده في محل النصب على المفعولية مبني على الضم، و ﴿الهاء﴾: حرف تنبيه زائد تعويضًا عما فات؛ أي: من الإضافة. ﴿الْكَافِرُونَ﴾: بدل من ﴿أي﴾، أو نعت لها، وجملة النداء في محل النصب مقول لـ ﴿قُل﴾. ﴿لَا﴾: نافية. ﴿أَعْبُدُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا، يعود على محمد - ﷺ -. ﴿مَا﴾: اسم موصول في محل النصب مفعول به، والجملة الاسمية في محل النصب مقول لـ ﴿قُل﴾. ﴿تَعْبُدُونَ﴾: فعل وفاعل صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: ما تعبدونه، ويجوز أن تكون مصدرية، فتكون مؤولة مع ما بعدها بمصدر مفعول مطلق. ﴿وَلَا﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة. ﴿لَا﴾: نافية. ﴿أَنْتُمْ﴾؛ مبتدأ. ﴿عَابِدُونَ﴾: خبره، والجملة في محل النصب معطوفة على ما قبلها. ﴿مَا﴾: اسم موصول في محل النصب مفعول به لـ ﴿عَابِدُونَ﴾، ووقعت للعقلاء على سبيل التعظيم، وجملة ﴿أَعْبُدُ﴾ صلة لـ ﴿ما﴾ الموصولة، والعائد محذوف تقديره: ما