كوافر، ورجل كَفَّار كشدَّاد وكفور جمع كُفُر بضمتين، وكفر عليه يكفر - من باب ضرب - غطاه، والشيء ستره ككفَّره، والكافر الليل والبحر والوادي العظيم والنهر الكثير والسحاب المظلم والزارع والدرع ومن الأرض ما بعد عن الناس كالكَفْر بالفتح والسكون، والأرض المستوية والغائط الوطىء والنبت وموضع ببلاد هذيل، والظلمة كالكفرة بالفتح والسكون، والداخل في السلاح كالمكفر كمحدِّث، ومنه: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" أو معناه: لا تكفروا الناس، فتكفروا إلى آخر ما في هذه المادة.
فائدة: قالوا: وأول من سن الكفر والإباء والاستكبار إبليس اللعين، وأول من سن النسيان والتوبة آدم عليه السلام، وأول من سن القتل قابيل ولد آدم.
﴿لَا أَعْبُدُ﴾ يقال: عبده يعبده - من باب نصر - إذا تذلل له، وأطاع، والعبد الإنسان حرًا كان أو رقيقًا، والعبد أيضًا ضد الحر، والجمع عبيد مثل كلب وكَلِيب، وهو جمع عزيز وأَعبُد وعِباد وعُبْدان بالضم كتمر وتمران، وعبدان بالكسر وتشديد الدال، وعِبْدان بالكسر كجحش وجحشان إلى آخر ما في هذه المادة اهـ "مختار" كما ذكرناه في رسالتنا "سلَّم المعراج على خطبة المنهاج".
﴿مَا تَعْبُدُونَ﴾ و ﴿ما﴾ في هذه السورة يجوز فيها وجهان:
أحدهما: أنها بمعنى الذي، فإن كان المراد بها الأصنام، كما في الأولى والثالثة فالأمر واضح؛ لأنهم غير عقلاء، وما أصلها أن تكون لغير العقلاء، وإذا أريد بها الباري سبحانه، كما في الثانية والرابعة، فاستدل به من جوَّز وقوعها على أولي العلم، ومن منع جعلها مصدرية، والتقدير: ولا أنتم عابدون عبادتي؛ أي: مثل عبادتي، وقال أبو مسلم ﴿مَا﴾ في الأوليين بمعنى الذي، والمقصود المعبود، و ﴿مَا﴾ في الأخريين مصدرية؛ أي: لا أعبد عبادتكم المبنية على الشك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون مثل عبادتي المبنية على اليقين، فتحصَّل من مجموع ذلك ثلاثة أقوال.
والثاني: أنها كلها بمعنى الذي أو مصدرية، أو الأوليان بمعنى الذي، والأخريان مصدريتان، ولقائل أن يقول: لو قيل: بأن الأولى والثالثة والرابعة مصدرية.. لكان حسنًا حتى لا يلزم وقوع (ما) على أولي العلم، وهو مقتضى قول


الصفحة التالية
Icon