فمنها: تصدير الجملة بضمير الشأن في قوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾؛ للتنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها مع أن في الإبهام ثم التفسير مزيد تقرير لمدلولها.
ومنها: تعريف الطرفين في قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)﴾؛ لإفادة التخصيص.
ومنها: الفصل - أي - ترك العطف في جملة قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)﴾ إشعارًا بأنها مقرَّرة مؤكدة لما قبلها، وكذلك ترك العطف في قوله: ﴿لَمْ يَلِدْ﴾؛ لأنه مؤكد لمعنى الصمدية كما مر، وقد أشار صاحب "الجوهر المكنون" إلى مواضع الفصل بقوله:
الْفَصْلُ تَرْكُ عَطْفِ جُمْلَةٍ أتَتْ | مِنْ بَعْدِ أُخْرَى عَكْسَ وَصْلٍ قَدْ ثَبَتْ |
فَافْصِلْ لَدَى التَّوْكِيْدِ وَالإِبْدَالِ | لِنُكْتَةٍ وَنِيَّةِ السُّؤَالِ |
وَعَدَمِ التَّشْرِيْكِ فِيْ حُكْمٍ جَرَى | أَوِ اخْتِلَافٍ طَلَبًا وَخَبَرَا |
وَفَقْدِ جَامِعٍ وَمَعْ إِيْهَامِ | عَطْفٍ سِوَى الْمَقْصُوْدِ في الْكَلَامِ |
وَصِلْ لَدَى التَّشْرِيْكِ فِيْ الإِعْرَابِ | وَقَصْدِ رَفْعِ اللَّبْسِ فِيْ الْجَوَابِ |
وَفِيْ اتِّفَاقٍ مَعَ الاتِّصَالِ | فِيْ عَقْلٍ أَوْ فِيْ وَهْمٍ أوْ خَيَالِ |
ومنها: تكرير لفظ الجلالة في قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)﴾ للإشعار بأن من لم يتصف به لم يستحق الألوهية.
ومنها: تقديم صلة ﴿كُفُوًا﴾ أعني الجار والمجرور في قوله: ﴿لَهُ﴾ عليه؛ للاهتمام بها؛ لأن المقصود نفي المكافأة عن ذاته تعالى؛ أي: لم يكافئه أحد ولم يماثله ولم يشاكله.