البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الجناس الناقص بين ﴿الْفَلَقِ﴾ و ﴿خَلَقَ﴾.
ومنها: الإطناب بتكرار لفظ ﴿شَرِّ﴾ أربع مرات ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)﴾ ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ﴾ ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ﴾ ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِد﴾ تنبيهًا على شناعة هذه الأوصاف.
ومنها: تخصيص بعض الشرور بالذكر في قوله: ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ...﴾ إلخ، مع اندراجه فيما قبله من قوله: ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)﴾ فإنه عام يدخل تحته شر الغاسق وشر النفاثات وشر الحاسد؛ لزيادة مساس الحاجة إلى الاستعاذة منه لكثرة وقوعه، ولأن تعيين المستعاذ منه أدل على الاعتناء بالاستعاذة منه وأدعى إلى الإعاذة.
ومنها: إضافة الشر إلى الغاسق الذي بمعنى الليل لملابسته له بحدوثه فيه.
ومنها: تنكير ﴿غَاسِقٍ﴾؛ لعدم شمول الشر لجميع أفراده.
ومنها: تعريف ﴿النَّفَّاثَاتِ﴾ إما للعهد، أو للإيذان بشمول الشر لجميع أفرادهن وتمحضهن فيه.
ومنها: جناس الاشتقاق بين: ﴿حَاسِدٍ﴾ و ﴿حَسَدَ﴾.
ومنها: توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات (١).
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
* * *