التقوى ألف التأنيث، وقد مر ما فيه من التصريف غير ما مرة.
﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾؛ أي: أصاب الفلاح، وهو إدراك المطلوبـ ﴿مَنْ زَكَّاهَا﴾؛ أي: طهرها من أدناس الذنوب، وأصله: زَكَّيَها بوزن: فعل، وأصل هذه الياء واو، فقلبت ياء لوقوعها رابعة، ثم تحركت بعد فتح، فقلبت ألفًا.
﴿وَقَدْ خَابَ﴾؛ أي: خسر ﴿مَنْ دَسَّاهَا﴾؛ أي: أنقصها وأخفاها بالذنوب والمعاصي، قال الشاعر:
| وَدَسَّسْتُ عَمْرًا فِيْ التُّرَابِ فَأصْبَحَتْ | حَلَائِلُهُ مِنْهُ أَرَامِلَ ضُيَّعَا |
﴿بِطَغْوَاهَا﴾ الطغوى والطغيان: مجاوزة الحد المعتاد، وكلاهما مصدر لطغى، وفي "الكشف": الطغوى من الطغيان، فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء، بأن قلبوا الياء واوًا في الاسم، وتركوا القلب في الصفة، فقالوا: امرأة خزيا وصديا من الخزى بالفتح والقصر بمعنى: الاستحياء، ومن الصدى بمعنى: العطش ﴿إِذِ انْبَعَثَ﴾ قام ونهض لعقر الناقة.
﴿أَشْقَاهَا﴾؛ أي: أشقى ثمود، وهو قُدار بن سالف بوزن غراب، وكان هذا الرجل أشقر أزرق قصيرًا، وهو أمير ثمود، وكان فيهم عزيزًا شريفًا نسيبًا مطاعًا، ومعنى قدار في الأصل الجزار، كما في "البيضاوي"، ويضرب به المثل، فيقال: أشام من قدار، وأصل أشقى أشْقَيَ صيغة التفضيل، قلبت الياء ألفًا؛ لتحركها بعد فتح.
﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ﴾ صالح عليه السلام: ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾ احذروا التعرض لناقة الله ﴿وَسُقْيَاهَا﴾؛ أي: شربها الذي خصها به في يومها، والألف في ﴿سقياها﴾ منقلبة عن ياء، والأصل: سُقْيَيَها أعلت الياء الثانية بالقلب؛ لتحركها بعد فتح.