١ - الأبرار الذين منحهم الله تعالى من قوة العقل وصفاء اليقين ما يجعلهم يبتعدون عن الفواحش، ما ظهر منها وما بطن.
٢ - الذين يلون هؤلاء، وهم من تغلبهم الشهوة أحيانًا، فيقعون في الذنب، ثم يثوب إليهم رشدهم، فيتوبون ويندمون، وهذان القسمان يدخلان في الأتقى.
٣ - من يخلط بين الخير والشر، فيعتقد وحدانية الله تعالى، ويقترف بعض السيئات، ويصر عليها، ولا يتوب منها، فهذا الإصرار منه دليل على أنه غير مصدق حق التصديق بما جاء فيها من الوعيد، يُرشد إلى ذلك قوله - ﷺ -: "لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" والمراد أن صورة الوعيد تذهب عن ذهن المخالف، وتوجد عنده ضروب أخرى من الصور تقاوم أثر هذه في النفس وتغلب عليها.
٤ - الكافرون الجاحدون بالله وبرسله وبما أُنزل عليهم، وهذان القسمان يشملهما الأشقى، وقد أُعدت النار لكل منهما إلا أن الفاسقين لا يخلّدون فيها، ويدخلها الكافرون، وهم فيها خالدون.
الإعراب
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤)﴾.
﴿وَاللَّيْلِ﴾ ﴿الواو﴾: حرف جر وقسم. ﴿الليل﴾: مقسم به مجرور بواو القسم، الجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف وجوبًا تقديره: أقسم بالليل، وجملة القسم مستأنفة. ﴿إِذَا﴾ ظرف لما يستقبل من الزمان مجرد عن معنى الشرط متعلق بفعل القسم، وجملة ﴿يَغْشَى﴾ في محل الجر بإضافة ﴿إِذَا﴾ إليها. ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)﴾: معطوف على الجملة التي قبله مماثل لها في إعرابها حرفًا بحرف. ﴿وَمَا خَلَقَ﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة. ﴿ما﴾ اسم موصول بمعنى مَن معطوف على ﴿الليل﴾، أو مصدرية على ما تقدم. ﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على ﴿ما﴾؛ أي: ومن خلق الذكر، والجملة صلة الموصول. ﴿الذَّكَرَ﴾: مفعول به. ﴿وَالْأُنْثَى﴾: معطوف عليه. ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ﴾: ناصب واسمه. ﴿لَشَتَّى﴾: خبره، واللام حرف ابتداء، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب؛ أي: أقسم بهذه المذكورات على أن أعمالكم لمختلفة.


الصفحة التالية
Icon