مستتر يعود على الرب، والمفعول محذوف لعلمه مما قبله، أي: وما قلاك، والجملة معطوفة على جواب القسم لا محل لها من الإعراب. ﴿وَلَلْآخِرَةُ﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة، أو استئنافية، و ﴿اللام﴾: حرف ابتداء مؤكِّدة لمضمون الجملة. ﴿الآخرة﴾: مبتدأ. ﴿خَيْرٌ﴾: خبره، ﴿لَكَ﴾: متعلق بـ ﴿خَيْرٌ﴾، وكذا ﴿مِنَ الْأُولَى﴾ متعلق بـ ﴿خَيْرٌ﴾ أيضًا، والجملة معطوفة على جملة القسم، أو على جوابها، أو مستأنفة. ﴿وَلَسَوْفَ﴾: ﴿الواو﴾: عاطفة، و ﴿اللام﴾: حرف ابتداء مؤكد لمضمون الجملة. ﴿سوف﴾: حرف تنفيس للاستقبال البعيد. ﴿يُعْطِيكَ﴾: فعل مضارع ومفعول به أول، والثاني محذوف معلوم من السياق تقديره: سوف يعطيك ترضاه. ﴿رَبُّكَ﴾: فاعل، والجملة الفعلية خبر لمبتدأ محذوف تقديره: ولأنت سوف يعطيك ربك، والجملة الابتدائية معطوفة على جملة جواب القسم، وإنما لم تكن ﴿اللام﴾ للقسم؛ لأن لام القسم لا تدخل على المضارع إلا مع نون التوكيد، فتعيَّن أن تكون للابتداء، ولام الابتداء لا تدخل إلا على الجملة المكونة من المبتدأ والخبر، فتعيَّن تقدير مبتدأ، وأن يكون أصله: ولأنت سوف يعطيك ربك فترضى.
قال الزمخشري: فإن قلت: ما معنى الجمع بين حرفي التأكيد والتأخير؟
قلت: معناه أن العطاء كائن لا محالة، وان تأخر لما في التأخير من المصلحة. ﴿فَتَرْضَى﴾: ﴿الفاء﴾: عاطفة ﴿ترضى﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على محمد، والجملة معطوفة على جملة ﴿يُعْطِيكَ﴾.
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)﴾.
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة للاستفهام التقريري، ﴿لم﴾: حرف جزم ونفى. ﴿يَجِدْكَ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ ﴿لم﴾، وفاعله ضمير مستتر يعود على الله، تقديره: هو، و ﴿الكاف﴾: ضمير متصل في محل النصب مفعول أول. ﴿يَتِيمًا﴾: مفعول ثان، والجملة مستأنفة مسوقة لتعداد أياديه ونعمه عليه، والغرض من تعدادها كما تقدم تقوية قلبه - ﷺ -، وتشجيعه على السير في طريقه التي إختارها الله له، وهى طريق محمودة العواقب سليمة المغابَّ. ﴿فَآوَى﴾: ﴿الفاء﴾: عاطفة، ﴿آوَى﴾: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة معطوفة على قوله: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ﴾ لأنه